حتى الشوارع يتم اختطافها !!

 

16AW24J_1108-6-1

هذا الأسبوع وعبر صحيفة محلية ظهر لنا الخبر التالي نصا: (تحرير شارع استولى عليه رجل أعمال شهير بجدة .. ومصادر تؤكد : هناك 213 شارع غيره).
تم تحرير هذا الشارع الذي أغلق من قبل رجل الأعمال منذ فترة ، وتسبب إغلاقه بكثير من الأذى لسكان الحي المجاور وعابري الطرق القريبة منه .
هذا الخبر لاأعلم تصنيفا مناسبا ومحددا له ، فهل نكتفي بالقول بأنه اعتداء سافر على ملكيات عامة ، أم نذهب لأبعد من ذلك في قراءة لما بين السطور ..
بداية .. إذا كنا متيقنين بأن هذا التصرف خطأ ليس بالبسيط ، فلماذا لم يتم الإعلان عن اسم هذا التاجر والذي اكتفى الإعلام بوصفه بالشهير تمجيدا واطراء له.
لماذا لانرى أمانة إعلامية وجرأة في كشف الحقائق وإزاحة الستار عن صناع المثاليات والعازفين على أوتار العاطفة والمخادعة تصنعا للصدق والإخلاص..
ثم هل سنرى عقوبة لمن أغلق هذا الشارع ؟ ولمن سمح وسكت عن إغلاقه؟
أرجو ذلك عقوبة لهم وردعا لأمثالهم.
الأمر الأكثر إزعاجا هو العدد الضخم من الشوارع التي لاتزال مغلقة ، وكيف وصل التعدي إلى هذا الحد وإلى هذا العدد ؟ هل أمن العقوبة هو السبب ؟ أم أن ثقافة الحرية التي تشربها البعض بشكل خاطيء أدت بهم لذلك ..
فقد تحدثنا وكتبنا كثيرا بأن الحرية الشخصية تنتهي بحدود معينة وهي بداية حريات الآخرين ، وليست الحرية بأن نفعل مانشاء وكيفما نريد .
التعدي على الملكيات العامة والخاصة ، وعلى الأشخاص وأمور حياتهم الصحية والمهنية والإجتماعية وغيرها .. يستلزم عقوبة رادعة ، ولاتعاطف أو تهاون مع من يرتكبون هذه الأخطاء الجسيمة ، ومن أمثلة ذلك استهتار المطاعم بصحة مرتاديها ، فعندما يعاقب المطعم المخالف لإشتراطات النظافة والسلامة بالإغلاق لمدة 24 ساعة وغرامة مقدارها 500 ريال ، فهذا لايحسسهم بحجم خطأهم ولايردع غيرهم من المستهترين..
وقس على ذلك المنشآت الصحية الخاصة ومراكز التسوق وألعاب الأطفال والمحلات التجارية بمختلف أنشطتها وتنوع خدماتها ..
ختاما ..
القضية ليست شارع (اختطف) وتم تحريره..
وإنما هي معادلة حياة ، طرفاها الثقافة والنظام..
لتتقدم دولتنا وتنهض أمتنا ، يكون لزاما علينا أن نزرع في الجميع حب النظام والإلتزام والتطبيق ، ولمن ينوي مخالفة ذلك تطبق بحقه العقوبة الرادعة ولاهوادة في ذلك..
أدام الله أمننا وإيماننا .. وكل عام وأنتم بخير.

علي مشبب عبود

 

>

شاهد أيضاً

مواقع التواصل الاجتماعي ومراقبة من يستغلها للإساءة سهلة وفق الأنظمة

عبدالله سعيد الغامدي. في وقتنا الحاضر ومع تنوع منصات التواصل الاجتماعي كثر من يقومون بعمل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com