بداية بني الإنسان من هَهُنا أجمعُ.. للشاعر محمد بن عامـر المحبَّي

image

صحيفة عسير : فايع عسيري

بداية بني الإنسان من هَهُنا أجمعُ..
للشاعر محمد بن عامـر المحبَّي

بِدَايةِ بني الإنسان من هَهُنا أجْمَعُ وفي الكونِ أتباعٍ إلى اليومِ تُتبَعُ ( 1 )

هُنا وَسَطِ الأرضِ هُنا سَنْتَرُها هُنا مَهْبَطِ الوحي الذي كان يصدَعُ

نقولُ أبونا أدم وحواءَ اُمِّنا إذاً فالحضارةِ منهما أتت وتنبعُ

هُنا يبتدئ طبع الحضارة أولاً فليس الطبيعي كالذي يتطبَّعُ

فلا الغرب أسبق لا ولا الشرق سابقٌ ولو زوَّروا فيما رأيتم وجَعجعوا

وجودِ البشر فوق البسيطةِ مِن هُنا بِلاَ شكْ نسل الإنس من هُنا يَرْجعُ

هِبوطاً من الجنةِ إلى الأرضِ لهما بها مُستقرٍ ومتاعٌ ومَرْتَعُ

فَقِيلَ اُهبِطَ أدم سرنديب جزيرةً ومنها على الراهون بالهندِ يُرفَعُ ( 2 )

وقيلَ اُهبِطَ الدحنا بين أرضِ مكةَ وبين سراة الطائف القولُ أربعُ ( 3 )

وقد اُهبِطَتْ حواءَ في أرضِ جُدةَ ومهدُ الحضارةِ حولها قابَ أصبعُ ( 4 )

على عرفة تمّ التعارفُ مُجدداً ويبدأ التوالدُ والحضارةُ تَشْرَعُ

وتنتشرُ في الأرضِ شأماً ويمناً وشرقاً وغرباً وكذا تتفرّعُ

إلى مطرِ الطوفانِ أضحتْ حضارةً ولكن بالطوفانِ تناءَ وتزمعُ ( 5 )

ومن بعدهِ من نوح سامٌ ويافِثُ وحامٌ تقومُ في سباقٍ وترجعُ ( 6 )

فقد ترك إبراهيم ابناً وأّمّهِ وما كِنّهُ لِنداءَ هاجرَ يسمعُ

وجرهمُ لا ماءً ولا مشرباً لهم تفجّرَ زمزم والغرابُ يقنقعُ

ويأتيك إبراهيمُ في رَحَلاَتهِ وبعد أربعٍ لقواعدِ البيت يَرْفَعُ ( 7 )

يُساعِدَهُ إسماعيلُ في عملِ البناء نشأ بينَ ظهرانينها يَتَرَعْرَعُ

توالى بنوا إسماعيلِ في أرض مكةَ ومنهم بنو هاشم
وشيبة أجمعُ

وهذا من أنباء الرُسل وقصصهم وخير القصص ما كان أجدى

أجدى وأنفعُ

فَمِن آل عبد المطلب جاء مُحمداً رسولاً نبياً بالهُدى يتولّعُ

صلاتي عليهِ عِدما رُفِعَ النّداء وما لاحَ برقٌ وَالرَّعَدْ لَهُ
يَتْبَعُ
——————————————————————————————————

كُتِبَتْ بتاريخ 12 / 4 / سنة 1426هـ عَقِب قراءة مستفيضة في عدة مجلدات …

( 1 ) من التبعات ألتقاء المسلمون بعرفة في كل حجة في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة من كل سنةٍ هجريةٍ قمرية , وكذلك من التبعات أن الرجل هو الذي يطلب المرأة في خطبتها , فالرجل هو الذي يبحث عن المرأة وليست المرأة تبحث عن الرجل .. ( 2 ) مما جاء في هبوط أدم عليه السلام قول المسعودي ص24 – 25 من ج1 مروج الذهب ومعادن الجوهر أن أدم عليه السلام قد أهبط بجزيرة سرنديب على جبل الراهون ببلاد الهند ..
وجاء في كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير ص237 – 276 أقاويل مخالفة لما جاء في مروج الذهب . ومقاربة لما جاء في البداية والنهاية ولكن لم تكن مُتطابقة تماماً ,

( 3 ) أقوال أخرى متباينة منها ما جاء في ص161 – 190 من ج1 من مجلد البداية والنهاية لبن كثير ورد عدة أقوال
منها أن أدم أهبِطَ إلى أرض دحنا بين مكة والطائف وأخر يقول في سرنديب بالهند وقد رأيت أربعة أقوال أخرى في مجلد البداية والنهاية , تتفق مع من يقول أن أمد عليه السلام نزل بسرنديب

( 4 ) نعم مكة وعرفة قريبتين من أرض جدة , ولذلك قُلت قاب أصبع ,

( 5 ) تناءَ وتزمع : أي تتلاشى وتغيب ,

( 6 ) الطوفان تتسابق الحضارات من بعده وتعود ,
( 7 ) أي في الرحلة الخامسة من رحلات إبراهيم عليه السلام بين أرض الخليل وأرض فاران ( الحجاز ) يرفع القواعد من البيت الحرام , مع أن الذبيح قد يكون غير إسماعيل عليه السلام ,
لو تأمّلنا الآية 102 من سورة الصافات ( فلما بلغ معه السعي قال يا بني أني أى في المنام أني أذبحك فأنظر ماذى ترى قال يا أبتِ أفعل ما تؤمر ستجدُني إن شاء الله من الصابرين … الآية ,
فقد يكون الذبيح الذي بلغ مع إبراهيم السعي إسحاق عليهما السلام والله>

شاهد أيضاً

مهرجان الجبل الثقافي يعلن عن موعده الجديد في 26 أبريل

صحيفة عسير – يحيى مشافي أعلنت اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الجبل الثقافي، في اجتماعها أمس …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com