مرحبا بالاستعمار

1305918675371935300_200x200

الدكتور صالح الحمادي

تنوعت طرق ووسائل الاستعمار فقد بدأ بالسيطرة العسكرية على المنطقة العربية والقرن الإفريقي كما فعل الأوربيون، ثم تحول الاستعمار للغة الفكر حيث يتم السيطرة على ثقافة الشعوب وتحويلهم لأدوات غير قادرة على التفكير كما فعل الاشتراكيون والماركسيون، ثم تدرج الاستعمار بين الهيمنة المالية والعسكرية والثقافية، وناضلت الشعوب لنيل حريتها وليتها بقيت على وضعها.
أفضل أنواع الاستعمار هي السيطرة الاقتصادية وفد فعلتها ألمانيا واليابان بقوة الاقتصاد، وفرضت الدولتان شراكتها الاقتصادية مع الدول المستهدفة ودخل على الخط كتل اقتصادية دولية عدة وهذا لا ضرر ولا أضرا، فالمال يفنى ويبقى الإنسان بقيمته وكرامته في المناطق التي أنهكها الاستعمار.
أسوأ أنواع الاستعمار هو “الاستعمار الخفي” الذي يبدأ بالتغرير السياسي والفكري والجاذبية الخادعة حتى تقع الشعوب في براثن الاستعمار المدمر الذي لا يبقي ولا يذر، كما حصل في العراق وبلاد الشام واليمن حيث أتى الاستعمار الإيراني المدعوم من بعض القوى لزرع التبعية بالقوة الخفية وبعدها لا يستطيع أي بلد الخروج من هذه الورطة ولو حاول نوري المالكي أو الحوثي أو عفاش أو نصر الشيطان أو غيرهم ممن انغمسوا في بريق الاستعمار التبعي المقيت لانتهى بهم المطاف للسجون أو الاغتيالات، بل إن نوري المالكي لو فكر مجرد تفكير فسوف يدفع حياته ثمنا هذا التفكير، وسيتم تصفيته بوسائل الاستعمار الإيراني الخفي الذي اخترعته، وتتعامل به مع الأضداد بطريق الاغتيال، وقد قدمت لنا إيران نماذج من ذلك حينما اغتالت لنا دبلوماسيين في عدة دول وعندما حاولت اغتيال سفيرنا في أميركا عادل الجبير وحاولت اغتيال سفيرنا في لبنان علي عسيري وكادت تفعلها مؤخرا مع سفيرنا في العراق ثامر السبهان.
“الاستعمار الخفي” يبدأ بحرير اللفظ والوعود الخيالية وينتهي بتهديد التصفية لمن يخرج عن المسار، لذا وقعت عدة قيادات عربية وعدة دول في براثن “الاستعمار الخفي” الذي يعتمد على نشر الحقد والكراهية ويوقف النمو الاقتصادي والمعرفي، وتدمير الحضارة والمنجز الصناعي، ويقود من ارتضوا أذناب البقر لأنفاق مظلمة للغاية، ومع هذا فإن بعض السياسيين يرون أن عودة الاستعمار بوجهه القبيح كما كانت تفعل أوربا أرحم ألف مرة من “الاستعمار الخفي” الذي تقوده إيران بكل دهاء.
الدول العربية التي ارتضت التبعية والسقوط في وحل ” الفرس” لا تستطيع التحرر من هذا الاستعمار، ولا تستطيع الاستقلال نهائيا، ويبقى أمامها فرصة الارتماء في أحضان الدول الغربية، يتوسلون إليهم باستعمار بلدانهم وحمايتهم من التسلط الفكري الإرهابي الإيراني، وما عدا ذلك مجرد المزيد من إراقة الدماء البريئة، والمزيد من التخلف والضياع، وهذا هو الهدف الأساسي لإيران في كل محاولاتها الاستعمارية الخفية رغم أنهم يعلمون تماما أنه لا كسرا بعد كسرا، وأن نهاية كل وسائل التسويق الاستعماري الرديئة ستعود عليهم بالوبال لأن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهلها.
هاشتاق للخونة
هل سألتم أنفسكم لماذا يسوقون ويفرضون عليكم أسم الحسين رضي الله عنه ويهملون أبوه علي بن أبي طالب كرم الله وجهه؟ …. أبحثوا عن الإجابة الصادمة لكم وعنده ستعرفون حجم مصيبتكم في دينكم وأوطانكم..>

شاهد أيضاً

مواقع التواصل الاجتماعي ومراقبة من يستغلها للإساءة سهلة وفق الأنظمة

عبدالله سعيد الغامدي. في وقتنا الحاضر ومع تنوع منصات التواصل الاجتماعي كثر من يقومون بعمل …

تعليق واحد

  1. احمد بن عبدالله

    دائماً مميز

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com