يجب أن نختلف…!

 

img-20160918-wa0041

 توفيق الأسمري

الإختلاف.. قانون إلهى لإعمار الأرض ، ونمو الحياة ، ورفاهية الإنسان وتطوره ، والاختلاف لا يُفسد للود قضية ، لأنه يعني التباين والتنوّع ، ومصداقاً لذلك قال الشافعي رحمه الله : “قولي صحيح يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب” ، وقديما قيل : الناس فيما يعشقون مذاهب ُ، وكما قيل : لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع..

بداية علينا أن نتفق أن من حقّ أي إنسان أن يحب ما يشاء ، أو يؤمن بما يشاء من الأفكار ، أو يرفض ما يشاء في الحياة من أوضاع أو تصوّرات أو مفاهيم ؛ لكن ليس من حق أي أحد أن يفرض على الآخرين أن يكونوا صورة مكررة منه ، كما أنه ليس من حقه أن يقف موقف العِداء مع الآخرين في حالة الاختلاف معه ، أو أن يُسفّه آراءهم ومعتقداتهم وأذواقهم..

هناك أسئلة دائماً تعتريني بيني وبين نفسي في كل خلاف قد يحصل لي مع شخص آخر..!!
كيف نستغل تلك الاختلافات إيجابياً بدلاً من استغلالها سلبياً..؟
لماذا إذا اختلفنا نصنع الخلافات ونقطع العلاقات..؟
متى نستطيع التحكم بعواطفنا مع الخلاف..؟
هل يجب أن يخلق الاختلاف “خلاف” فيما بيننا..؟

من وجهة نظري القاصرة : (أنا ضد قاعدة من ليس معي فهو ضدي..! فقد أختلف معك في الرأي ، يعني أنني مختلف عنك ولا يعني أنني معاديك) ، فمن المفترض أن نستفيد من الإختلاف الطبيعي والبشري بشكل إيجابي لنصل إلى الحق ، والحق أحق أن يُتّبع..

تخيّلوا معي أن الله خلق الناس على قلب رجلٍ واحد ، وصبُّ الناس كلهم في قالب واحد في كل شيء ، وجعلهم نسخاً مكررةً ، فإن هذا غير ممكن لتصادمه مع الفطرة والطبيعة البشرية وخُلق الإنسان لإعمار الأرض.

تقبُّل آراء الآخرين ليس بالأمر السهل والبسيط ، بل يحتاج إلى تدريبٍ عملي ، وتمرين العقل الباطن على احترام وجهة النظر المخالفة لك ، وكل ما كان الإنسان يُفكر بعقله يستطيع أن يتقبَّل الآخرين ، لكن إذا كان مُنفعلاً ويتصرف بتوتّر فالموضوع سيكون أصعب مما نتوقع..!

نستطيع أن نكون راقين في التعامل مع من يختلف معنا ، فالمشكلة أن البعض يربط الاختلاف بشخصية الإنسان ويتصرف معه بعاطفته ، ويبدأ بشخصنة الموضوع ويخرج عن النص..!

يقول أحد علماء الإدارة :
أنا أستفيد من اﻹختلافات بين أمزجة الموظفين في سهولة إيجاد شخص لعمل مهمة ما ، فكل شخص لديه موهبة مختلفة ، ولديه هواية مختلفة عن الشخص اﻵخر ، وكل عمل أو مشروع يأتينا يكون مختلف فيكون لديه شخصٌ مناسب ، فإذا كانت كل أمزجتنا في الشركة متشابهة لفَقَدْنا الكثير من العمل الذي يوكل إلينا..

الاختلاف طبيعة بشرية ، واختلاف الرأي بين الناس أمرٌ صحي في أي مجتمع ، وسُنّة الله في خلقه..

ومضة:
قال تعالى : (ولو شاﺀ ربك لجعل النَّاس أُمَّةً واحدة ولا يزالون مختلفين* إلاّ من رحمَ ربك وَلِذلكَ خَلَقَهم.. الآية)

وأخيراً أحبتي..
كونوا مُتََفائِلين وَابعَثوا البِشر فِيمَن حَولَكم>

شاهد أيضاً

رحل عامر المساجد

بقلم/ عوض عبدالله البسامي مات الهدوء ومات اللين والحلم وغربت التؤدة والأناة مات الشيخ الوقور …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com