سبعين رجلا من نخبة عسير يحيون التراث الأصيل


:صحيفة عسير- محمد ال جبريل
أخذ عدد من رجال منطقة عسير على عاتقهم الحفاظ على الموروث العسيري الأصيل ، وتوريثه للأجيال الناشئة ، حيث يجتمع ٧٠ رجلاً في مجموعة سميت مجموعة ” نخبة عسير ” مكونة من أربعة عشر قبيلة من قبائل عسير السراة وتهامة .

ولم يقتصر دور اجتماع النخبة على أحياء التراث فقط ، بل أنهم جعلوا من اجتماعهم الشهري فرصة لزيارة المريض ومواساته ، والوقوف مع المحتاج ، وغيرها من القيم السامية التي علمها الدين الإسلامي الحنيف ، مما يعزز في النفوس مشاعر التآخي والترابط . 
بدوره قال عضو مجموعة ” نخبة عسير ” علي ال طلان ان هذه المجموعة بمثابة الأكاديمية المصغرة لأحياء التراث العسيري الأصيل ، وتوريثه للأجيال كما هو ، وخالياً من اي شوائب أو إضافات دخيلة على الفن العسيري .

وأكد بن طلان على أن الشباب العسيري عموماً مهتمين بتعلم تراثهم وهذا مؤشر يبعث على الإطمئنان ، فالأمم على مر العصور وتعاقب الأزمنة لا قيمة لها بلا تراث  ولا حاضر لها بلا تاريخ ، خصوصاً إذا كان هذا التراث موافقاً لتعاليم الدين ومحتفياً بوطننا الغالي وقيادته عبر الألوان العسيرية المختلفة ، في مختلف المحافل .

مشيراً إلى المجموعة تضم أبرز شعار قبائل عسير سراة وتهامة ، أمثال الشاعر علي المنشلي ، والشاعر ابراهيم ابو خيره ، والشاعر علي مزهر ، والشاعر احمد يحيى المازني .
ويستعرض الشاعر إبراهيم محمد أبو خيره أهداف اجتماع ” نخبة عسير ” قائلاً : ” أراد الله جل جلاله أن يكرم هذه البلاد وشعبها بالوحدة التي أرادها الله على يد مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز – يرحمه الله -والتي على أثرها كان ولا يزال وسيظل( الأمن ) إن شاء الله وارفاً ودوحةً يستظل جميل ظلالها كل سعودي وهاتين النعمتين انعكستا على حياة الناس فعم الرخاء وانطلق البناء وذهبت الفرقة واختفى التشرذم وانعدمت الثارات وانتشر الوعي والعلم والمعرفة وتواصل الناس وأصبحت قبائل العداء بالأمس هي قبائل الود والتعاطف والتكاتف والبناء والتعاون والمصاهرة واندمج المجتمع في الفضائل وحارب الرذائل وحافظ على العادات الحميدة ونبذ السيئة المقيتة ، ولا أدل على ما مضى من إنسجام رائع وحقيقي يصور لنا وبكل إنصاف تلاحم الجسد الواحد الذي يتألم لألم أي عضو فيه والعكس لا أدل على ذلك من إنسجام تجمع أعضاء قبائل عسير السراة وتهامة والذي يمثل اربع عشرة قبيلة في إجتماع شهري طوال العام يتم فيه اللقاء بين أعضائه السبعين يتدارسون أحوال بعضهم فيزورون المريض ويواسون المصاب ويشاركون بعضهم بعضا في أفراحهم ويحيون عاداتهم القبلية الحميدة والمتفقة مع الدين وأنظمة الدولة فيكون كل لقاء بمثابة المدرسة الوطنية التي تنمي الفكر النزيه من الشوائب وتحذر وتنذر  وتنبذ كل فكر دخيل على الدين أو النظام أو العادات فترى فيه كبير السن أباً موجها والأصغر منه تلميذا مستمعا ومستفيدا”.
ويواصل أبو خيره راوياً برنامج اللقاء : ”  يكون اللقاء منذ عصر ذلك اليوم الذي حدد لهذا الغرض ويكون الأعضاء ما بين منظمين ومستقبلين وضيوفا وافدين على مستقبليهم في أجواء يسودها الفرح والسرور ليؤدوا صلاة المغرب جماعة ثم لينطلق اللقاء حول ما يستجد من واجبات حضور المناسبات بما يتفق وكل مناسبه ليظهر دور المثقفين وكبار السن في الحديث التوعوي حول واجباتنا نحو قادتنا وبلادنا وحث الكل على التعاون والترابط والإصطفاف الى جانب قادتنا لحماية بلادنا من كل ما يراد بها وبنا ليعلن مؤذن العشاء انتهاء هذا الجزء من اللقاء فيتناول الجميع طعام العشاء ليبدأ بعد ذلك السمر الشعبي فيأتي الشاعر بكلمات الدمة الحماسية التي لا تخلو من ذكر الله وتمجيد الدين والقادة والوطن ليصل بنا قطار السمرة العسيرية الى أهازيج الخطوة وألحانها الأصيلة دون موسقة مشوهه او تداخل غير أصيل فيستمر هذا الأمر إلى منتصف الليل وبعدها ينطلق الى الجميع الى منازلهم وهم أشد إصرارا على التعاون والتكاتف الجميل النقي مستشعرين الفضل لله ثم لدولة بسطت الأمن فعاش الناس في رخاء ليس له شبيه لنكون أسعد شعوب الأرض “.

>

شاهد أيضاً

جمعية الثقافة والفنون ببيشة تحتفي باليوم العالمي للمسرح

صحيفة عسير – هياء آل ظافر : احتفلت جمعية الثقافة والفنون بمحافظة بيشة باليوم العالمي …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com