أبرز صفات الفئة الضالة من خلال النصوص الشرعية ” الحلقة الأولى “

%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%83%d8%aa%d9%88%d8%b1-%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b2%d9%8a%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%a7%d9%85%d8%af%d9%8a1

صحيفة عسير : فايع عسيري

اوضح الاستاذ الدكتور عبد العزيز القنصل الغامدي ان من أبرز صفات الفئة الضالة من خلال النصوص الشرعية .
لم يأت في السنّة النبويّة تحذرٌ من فرقةٍ بعينها من فرق هذه الأمّة إلاّ فرقة الخوارج، وما ذاك إلاّ لخطرهم على الإسلام والمسلمين، ولضررهم الجسيم على الأمّة الإسلاميّة، وحتى لا يلتبس أمرهم على أحد ممن قد يغترّ بشعاراتهم المرفوعة، وعنترياتهم المزعومة، فظاهرهم الصلاح والتقوى والمهابة، وأفعالهم تتبرأ منها حتى وحوش الغابة، ومن تلك الصفات التي وردت في الخوارج ما يلي: –

1 – أنّهم صغار السنّ: فغالبيتهم من الشباب السفهاء الّذين تغلب عليهم الخفّة والاستعجال والحماس وقصر النّظر، وضيق الأفق وعدم البصيرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم” يأتي في آخر الزّمان قومٌ حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام” “” قال الإمام ابن حجر رحمه الله تعالى: وحدثاء الأسنان أي: صغارها، وسفهاء الأحلام أي: ضعفاء العقول” ” .

2 – الطيش والسّفه:وهذا واضح في عامّة أفراد الجماعات الموغلة في التشدّد كالخوارج من قبل، والجماعات الجهادية اليوم، فيغلب عليهم وعلى من يتبنى فكرهم الخفة والاستعجال، والحماس الغير منضبط، وهذا واضحٌ من قوله صلى الله عليه وسلم” سفهاء الأحلام” قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: يستفاد منه أن التثبّت وقوة البصيرة تكون عند كمال السنّ، وكثرة التجارب، وقوّة العقل” ” .
3 – الغرور والتعالي: فالخوارج يُعرفون بالكبر والتعالي على عباد الله، ولديهم إعجاب بأنفسهم وأعمالهم منقطع النظير، لذلك يُكثرون من التفاخر بما قدموه وما فعلوه، وهذا التفاخر بما قاموا به، وهذا مصداقاً لقول المعصوم صلى الله عليه وسلم” إنّ فيكم قوماً يعبدون الله ويدأبون حتى يُعجب بهم النّاس وتُعجبهم نفوسهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرّمِيَّةِ” “” ويدفعهم غرورهم في ادّعاء العلم، والتطاول على العلماء، ومواجهة الأحداث الجِسام بلا تجرب ولا رويّة، ولا رجوع لأهل العلم .

4 – الاجتهاد في العبادة: فهم أهل عبادة من صلاة، وصيامٍ، وقراءةٍ للقرآن الكريم، كما يمتازون بالتضحية، والبذل، وهذا ما يدعوا للاغترار بهم، وقد بينهم نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم بقوله” يخرج قوم من أمّتي يقرأون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرأون القرآن يحسبون أنهم لهم وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرّميّة” “” وقال صلى الله عليه وسلم” يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم” “” فإذا كان الصحابة رضي الله عنهم يحتقر أحدهم صلاته وصيامه وقراءته للقرآن مع عبادة هؤلاء؟! فما بال من بعدهم؟!! ولما خرج ابن عباس رضي الله عنهما من عندهم بعد مناظرتهم قال: دخلت على قومٍ لم أر قط أشدّ منهم اجتهاداً، جِباههم قرِحةٌ من السجود، وأياديهم كأنّها ثَفِنُ” ” الإبل، وعليهم قُمُصٌ مُرَحَّضَةٌ” ” مشمّرين، مُسْهَمَةٌ” ” وجوههم من السهر” ” .
والخوارج يكثر فيهم الورع على غير فقه، فهم يتورّعون عن اللّمم، ويستحلون الدماء والأعراض وإطلاق الأحكام وهي من أكبر الكبائر، وقد تورّعوا عن دم البعوضة، ولم يتورّعوا من قتلوا الحسين بن علي، وعبد الله بن خباب رضي الله عنهم!! فعن ابن أبي نعم قال: كنت شاهداً ابن عمر رضي الله عنهما إذْ سأله رجلٌ عن دم البعوضة؟ فقال: ممن أنت؟ فقال: من أهل العراق، فقال: انظروا إلى هذا يسألوني عن دم البعوضة وقد قتلوا ابن النبي صلى الله عليه وسلّم يقول: هما ريحانتي من الدّنيا” “، وورعهم هذا كورع من يغض بصره فلا ينظر إلى النساء، لكنّه يصافح ويحضن” “، ويكثر فيهم الصدق، والزّهد مع التّشدّد والتنطّع في الدين، وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلّم” هَلَكَ المتنطّعون هلك المتنطّعون هلك المتنطِّعون” “” والمتنطِّعون هم: المتعمّقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم” ” .

5 – سوء فهم القرآن الكريم: الخوارج يكثرون من قراءة القرآن الكريم، ويكثرن من الاستدلال بآياته، لكن دون فقه وعلم، بل يضعون آياته في غير موضعها، ولهذا وصفهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأنّهم يقرأون القرءان يحسبونه لهم وهو عليهم، فقال صلى الله عليه وسلم” يقرأون القرآن يحسبون أنّه لهم وهو عليهم” “، ويقول صلى الله عليه وسلم” يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم” “” .
قال الإمام النووي” “: ليس حظهم من القرآن إلاّ مروره على اللسان، فلا يجاوز تراقيهم ليصل قلوبهم، وليس ذلك هو المطلوب، بل المطلوب تعقّله وتدبّره بوقوعه في القلب” “، قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: وكانت البدع الأولى مثل بدعة الخوارج إنّما هي ممن سوء فهمهم للقرآن لم يقصدوا معارضته لكن فهموا منه ما لم يدلّ عليه، فظنّوا أنّه يوجب تكفير أرباب الذّنوب، إذْ كان المؤمن هو البرُّ التقيُّ، قالوا: فمن لم يكن براً تقياً فهو كافر، وهو مخلّدٌ في النار” “، وقال الإمام ابن حجر” ” رحمه الله تعالى: وكان يقال لهم القرّاء لشدّة اجتهادهم في التلاوة والعبادة، إلاّ أنّهم كانوا يتأوّلون القرآن على غير المراد منه، ويستَبِدُّونَ برأيهم، ويتنطّعون في الزهد والخشوع وغير ذلك” ” .>

شاهد أيضاً

جمعية الثقافة والفنون ببيشة تحتفي باليوم العالمي للمسرح

صحيفة عسير – هياء آل ظافر : احتفلت جمعية الثقافة والفنون بمحافظة بيشة باليوم العالمي …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com