مدرسة المستقبل بين التطلعات والواقع

screenshot_%d9%a2%d9%a0%d9%a1%d9%a6-%d9%a1%d9%a1-%d9%a1%d9%a1-%d9%a1%d9%a4-%d9%a0%d9%a3-%d9%a4%d9%a8

المناهج الدراسية التي يتم وضعها وبنائها في فترة معينة قد تصبح محدودة وغير فاعلة وذات قيمة مالم تمر بعملية مراجعة ونقد وحذف وإضافة وتغير ما يلزم لمواكبة الحراك الثقافي والعلمي والتوجهات الحديثة في الميدان التربوي وهذه التغيرات تشمل ثلاثة عناصر وهي :

 1_ طبيعة المتعلم ومايتعلق به من قدرات وعمليات معرفية .

2 _ طبيعة المعرفة وأسلوب تنظيمها .

3 _ طبيعة المجتمع ومستجداته ومايحدث فيه من تغيرات .

ونحن هنا في المملكة العربية السعودية وانطلاقًا من رؤية 2030  الرؤية الطموحة التي  تسعى لمواكبة وملائمة التطور المعرفي والثقافي والتكنولوجي وتصدر قوائم الإحصائيات  التي تخص تحصيل الطلبة والإنتاجية والابتكار والإبداع والاختراع و التطلع نحو اللامركزية في إعداد وتطوير المناهج بسبب التباينات الثقافية والبيئية لذلك تتجه كثير من المدارس نحو تطبيق مايسمى بمدرسة المستقبل التي تتكفل بتقديم ما تطمح إليه الكثير من الحكومات في الدول النامية وتختلف طرق تطبيقها بحسب اختلاف المجتمعات ونظرتها للمتعلم والدور المطلوب منه ونظرتها للمعرفة وتنظيمها وتباين المجتمعات واختلاف تركيبها وفلسفتها واحتياجاتها .

لذلك وجب هنا أن نعرج على ما يسمى بمدرسة المستقبل مالها وماعليها ..

ماهي مدرسة المستقبل  ؟

يعرّف مكتب التربية العربي مدرسة المستقبل : ( بأنها المدرسة التي تعمل على إعداد المتعلمين لحياة عملية ناجحة مع تركيزها على المهارات الأساسية والعصرية والعقلية بما يخدم الجانب التربوي و القيمي لدى المتعلمين).

أهداف مدرسة المستقبل :

     .  _ تحسين المخرجات التعليمية من خلال تجويد العمليات التعليمية

 .      _التطلع إلى المستقبل و التعامل مع متغيراته مع المحافظة على ثوابت الأمة وقيمها

   _ بناء الفرد بناءً شاملاً للجوانب العقلية الوجدانية والمهارية والسلوكية وإعداد المتعلمين لمواجهة التحديات الصعبة والمتغيرات المتلاحقة.

       _  توظيف التقنية الحديثة لخدمة العمل التربوي. 

        _ إكساب المتعلم مهارات التعلم الذاتي، والبحث والحصول على المعرفة والتعامل معها واستخدامها.

     .  _  إكساب الفرد أنماط التفكير، وبخاصة التفكير الناقد،و التفكير الإبداعي العلمي، والتفكير الموضوعي

   _  تحقيق المشاركة والمسؤولية المجتمعية.

       _ التحول من التعلم المتمركز حول المنهج إلى التعلم المتمركز حول الطالب .  

  . _ الاهتمام بالجانب العملي والتطبيقي والتخصصات المهنية والرؤية المستقبلية لمتطلبات التنمية

       _ اتباع أسلوب اللامركزية في وضع المناهج لمراعاة الاختلافات البيئية وتباين المجتمعات.  

   _ أن تولي المناهج اهتماماً كبيراً بالأنشطة اللاصفية.

  . _ التركيز على منظومة القيم والأخلاق لمواجهة الأخطار الناجمة عن التطور العلمي والتقني  

   _ اعتماد تقنيات التعليم الحديثة كأساس في التعليم ليس كوسيط , وتوفيرها بأشكالها المختلفة للوصول إلى المعلومات بأسهل الطرق , وأقلها تكلفة .

عناصر مدرسة المستقبل :

1_ بيئة مناسبة .     2_ إدارة متعاونة ومتطورة .  3_ تطبيق مهارات تكنولوجية متطورة .

التطبيقات المستخدمة في مدرسة المستقبل :

1_ يستخدم في مدرسة المستقبل كل التطبيقات المتاحة على الأجهزة النقالة من لوح الكتروني , أو حاسوب محمول  أو هاتف نقال .

مثل : وسائل التواصل الاجتماعي (الانستجرام _ التويتر _السناب شات _ الفيس بوك) والبريد الالكتروني والسبورة الذكية والبرمجيات التعليمية والمنصات التعليمية والمدونات والمعامل الافتراضية وتقنية المعلم الافتراضي .

أمثلة لمدارس المستقبل :

المدرسة التعاونية
وهى نموذج لمدرسة المستقبل تتبنى مفهوم “التعليم التعاوني” القائم على مبدأ التعاون بين المعلم والمتعلم ، والتعاون بين المتعلمين بعضهم البعض ، والتعاون بين المعلمين مع بعضهم في تحضير الدروس ووضع الاختبارات ، ومناقشة كيفية تطوير أساليب التدريس . 

المدرسة الالكترونية
المدرسة الالكترونية هي مدرسة المستقبل كما يأمل التربويون وخبراء التعليم ، وتسعي المدرسة الالكترونية إلى استخدام الحاسب الآلي وجميع تطبيقاته في المناهج الدراسية وفي العمليات الإدارية والمالية والإجرائية والتعليمية والمعلوماتية والبحثية .
وتقوم المدرسة الالكترونية علي إيجاد موقع الكتروني يخدم المجتمع المدرسي ، ويربط الموقع بشبكة المعلومات (الانترنت) وتبنى فيه المعلومات على شكل صفحات تعليمية . كما تستخدم نظم الحماية ومنح صلاحيات للمستخدم للدخول إلى بعض المواد الموجودة في الموقع . 

المدرسة المتعلمة
هي المدرسة التي يتم فيها برامج التعليم المستمر ليس للمتعلم فقط , بل للمعلم ومدير المدرسة والإداريين وأولياء الأمور ؛ حيث إن الجميع في احتياج مستمر إلى التعليم والتدريب والتنمية المهنية ، وهي مدرسة تتمركز حول فكرة (مجتمع مدرسي دائم التعلم) . 

المدرسة النوعية
هي نموذج آخر لمدرسة المستقبل تتبنى نظرية الجودة الشاملة “Total Quality” والتي أساسها “جودة التعليم” ونوعيته العالية ، وتركز على مبدأ “التحسين المستمر” وفق أعلى معايير الأداء العالي ، سواء في التحصيل الدراسي أو طرق التدريس ، أو أسلوب الإدارة أو المناهج الدراسية ، أو العلاقات المدرسية وغيرها 

المدرسة المبدعة
. وهى إحدى نماذج مدرسة المستقبل التي تسعى لتبنى مبدأ “تشجيع وتنمية مهارات الإبداع” ،حيث تعمل على تنمية مهارات الإبداع والابتكار لدى كل متعلم داخل المدرسة ، حيث تهيئ المدرسة بيئة صالحة ومناخا مناسبا للتعلم الذي يساعد على تنمية مهارات التفكير لدى المتعلمين
مدرسة المجتمع
وهى مدرسة للمستقبل تتبنى مبدأ تحطيم الأسوار بين المدرسة والمجتمع بكل شرائحه وفئاته ، وتسعى إلى إقامة علاقات اجتماعية مبنية على أسس ايجابية بينها وبين المجتمع المحلى بكل مؤسساته .

مدارس الميثاق
هي مدارس شديدة التنوع فيما يتعلق ببرامجها التعليمية واستقلالها وخططها التقويمية ، وهي مؤسسات تعليمية اختيارية مستقلة ويسير العمل فيها علي أساس ميثاق _أي اتفاقية _ تعطيها امتيازات عن غيرها من المدارس ، وهذا الميثاق ينعقد بين الجماعة التي تؤسس هذه النوعية من المدارس وبين راعيها الذي يكون أما مجلس التعليم المحلي ، أو مجلس المنطقة ,أو مجلس المدينة, أو المحافظة .
وتتميز مدارس الميثاق عن المدارس التقليدية بمكانتها وبأنظمتها حيث تتمتع بالمرونة في تطبيق المناهج الدراسية . كما تتميز بأساليب التجريب والتجديد . 

سبل تطبيقه مدرسة المستقبل  :

1_ وضع برامج مستقبلية للتطوير المستمر في أساليب التدريس وفي مضمون المناهج وفي برامج الأنشطة المدرسية .
 2_ تطوير المناهج والبرامج التعليمية وتزويد المعلمين ببرامج تدريبية في تكنولوجيا التعليم وأساليب التدريس .
. 3_ إعداد برامج تهدف إلى تطوير مهارات التفكير لدي المتعلمين في جميع المراحل الدراسية
. 4_ التركيز على تطوير مهارات المتعلمين في البحث عن المعلومات
. 5_ تكثيف الدورات الخاصة بتعليم الحاسوب من أجل تنمية القدرات الابتكارية لدى المتعلمين
 6_ الاهتمام بالبنية التحتية من خلال إنشاء الشبكات اللازمة لربط الأنظمة الداخلية للمدارس المختلفة والربط بين المدرسة والمعلمين والآباء والطلبة والمجتمع .

معوقات تطبيق مدرسة المستقبل :

1- معوقات مادية :المباني المدرسية ،المعامل ، غرف مناهل المعرفة ووسائل تكنولوجيا التعليم والكتب الدراسية وما يصاحبها من كتيبات, والميزانية الخاصة بالانشطة التعليمية , والتجريب , والاستعداد ؛ لتعميم تطبيق مدرسة المستقبل .

2-معوقات فنية :إعداد المعلم ,و التوجه الفني ، و فنيو المعامل ،والدراسات المتعددة التي يتطلبها تطبيق مدرسة المستقبل والمتمثلة في الدراسات النفسية والادارية والتربوية .

3-معوقات سياسية :حيث تفرض الفلسفة السياسية التي تتخذها الدولة أو السلطة المحلية الحاكمة على المختصين  إضافة خبرات معينة واستثناء خبرات أخرى تتعارض مع الايديولوجية السياسية .

4-معوقات اقتصادية :حيث تؤدي الحالة الاقتصادية عند تدنيها الى إنتاج منهج وسطي في معطياته وأهدافه ومحتواه حارمًا إياه في الوقت نفسه من المواد والوسائل والكتب المساعدة التي تثري عمليات التعليم والتعلم في مدرسة المستقبل.

5-معوقات خاضة بالاتجاهات التربوية الحديثة :حيث تفرض هذه الاتجاهات الالتزام بصيغ شكلية وتربوية ونفسية تتفق مع مجريات العصر وتواكبها مثل الاتجاه نحو التعلم الذاتي والتعلم بالحاسوب والتعليم بالأهداف السلوكية والتعليم بالكفايات .

6_ معوقات تحول دون تطبيق مدرسة المستقبل  على الوجه الأكمل خاصة في بعض المجتمعات حيث لازالت تلك المجتمعات تنظر لاستخدام التقنية نظرة قاصرة فهي ترى أنها ضارة بكل صورها وأشكالها ولا يمكن استخدامها في التعليم بأي طريقة كانت .

6-معوقات وتحديات خاصة بتخطيط وتنفيذ وتقويم عملية التعلم و التعليم في مدرسة المستقبل.

 ونحن نرى أنه لا يكفي أن يحدد المختصون هذه المعوقات التي قد تعترض عمليات تطبيق مدرسة المستقبل بل ينبغي عليهم تعرف أصولها وأسبابها ثم التشاور مع الجهات المختصة بشأن أفضل الاستراتيجيات لحلها والتغلب عليها حتى يضمن لمدرسة المستقبل أن تؤدي دورها في بناء النشء بناءً تربويًا ونفسيًا وعقليًا منتجاً ومبدعًا .

بقلم : هنادي عبدالله الزهراني

باحثة في المناهج وطرق التدريس>

شاهد أيضاً

المجاردة تحتضن اللقاء السنوي الأول لمنسوبي نادي صوت الإعلام الرقمي

صحيفة عسير _ يحيى مشافي أقام نادي صوت الإعلام الرقمي يوم عصز الجمعة الموافق ١٠/ …

تعليق واحد

  1. رائع جدا، ومقال يستشرف المستقبل في ظل التغيرات السريعة للمعرفة وطرق الحصول عليها وأيضا نوعيتها وتباين أفكار وآراء متعلميها بناء على الثقافة المجتمعية لكل فترة زمنية.
    نعم، المناهج لابد من مواكبتها للمستجدات ولابد أن يتم مراجعتها باستمرار وأن يتم إشراك كل من: المعلمين، الوالدين عند تصميم وبناء المناهج، ويجب أن ينظر في مسألة حجم الكتب أو المبالغ الطائلة لطباعتها، ويمكن استبدالها بالكتاب الإليكتروني، او المواقع التعليمية المتخصصة لكل مقرر ومادة دراسية.
    جزى الله الكاتبة خيراً، وشكراً لصحيفة عسير الإليكترونية لنشر هذا النوع من المقالات الاستشرافية لتعليم ابناءنا وبناتنا

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com