القاسم المشترك الأدعش !!

02-21قبل سقوطها بأشهر أصرت حكومة طالبان على هدم تمثال (بوذا) القائم منذ آلاف السنين في أفغانستان، وكأنها قد حلَّت كل مشاكل البلد الممزق منذ ثلاثين عاماً!
وكان بإمكانها الاستفادة من اعتراف عددٍ من الدول الإسلامية لتسهيل تحولها من حركةٍ خرجت للتو من رحم «القاعدة» إلى «إمارة» تخدم الإسلام ولا تستخدمه في أمور أبعد ما تكون عنه، ولكنها كانت مثل عنزة جدتي (مستورة)/ «أم قرين»، أمي من الرضاعة، التي قرروا ذبحها لضيف فاجأهم لكنهم فقدوا السكين في الرمل، ولما أوشكوا على اليأس فاجأتهم (أم قرين) نفسها بالنصل الحاد يسطع تحت قدميها بعد أن بدأت بمشروع حفرٍ مجاني!
فرفضت طالبان جميع الوساطات حتى من علماء الأزهر ورابطة العالم الإسلامي والسياسيين من الدول التي كانت تعترف بها زاعمة أنها هي المعنية دون العالمين عبر التاريخ الإسلامي بالآية الكريمة: «الذين إن مكنَّاهم في الأرضِ…الآية»، ولم يفلح الوسطاء في إفهامهم ظاهر الآية، وهو أن يقيموا (هم) شعائر الإسلام ليقتدي الناس بهم فيعرفوا الدين القويم دون إكراه؛ كما فعل التجار (الحضارم) في دول شرق آسيا التي تشكل اليوم الغالبية العظمى من أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم!
ونفذت طالبان حماقتها (السياسية) فماذا يقول التاريخ؟ بل: بماذا يفسر (البوذي) المخلص لعقيدته ما حدث لها؟ هل تستغرب أنها زادته إيماناً لأن (بوذا) ـ في ملته واعتقاده ـ انتقم لنفسه
فمزق طالبان شرَّ ممزق؟
ولم يتعظ المتشددون في (مالي) وبادروا وهم (يا فتاح يا عليم) بهدم ضريحٍ في مسجد كبير يضم أنفس المخطوطات الإسلامية في العالم، فهل تاب رواد الضريح عن شركهم (إن صحَّ أنهم مشركون) أم ازدادوا إيماناً بكرامات (مولاهم) التي سلَّطت على المتشددين فرنسا بكبرها «أُولَلَّلاه»؟! ويقال إن أصلها: (قل لله)!!
وها هي داعش اليوم ترتكب الحماقة نفسها وتنتظر المصير نفسه!
أما المؤمن بالإسلام الحق فيعتقد أن (المنتقم الجبار) هو الذي يسلِّط عليهم؛ لأنهم يرتكبون هذه المجازر باسمه تعالى وباسم دينه الحنيف وباسم نبيِّه صلى الله عليه وسلم!

محمد السحيمي 

>

شاهد أيضاً

مواقع التواصل الاجتماعي ومراقبة من يستغلها للإساءة سهلة وفق الأنظمة

عبدالله سعيد الغامدي. في وقتنا الحاضر ومع تنوع منصات التواصل الاجتماعي كثر من يقومون بعمل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com