شباب بللسمر يتولون السلخ في المنازل بكل اتقان ويهجرون المسالخ والعمالة الوافدة.

صحيفة عسير – توفيق الأسمري :

عيد الأضحى يتميز عن عيد الفطر بانشغال المسلمين بعد صلاة العيد مباشرةً في ذبح الأضاحي، حيث نجد البعض يقوم بنفسه بذبح أضحيته، فيما يستعين آخرون بالعمالة في هذه المهمة.
وهذا يتطلب الجهد والوقت وقبل ذلك قلب شجاع لا تزداد نبضاته بـ “رؤية الدم” وخروف يرتعش من سكين حادة.
“صحيفة عسير” استطلعت آراء عدد من المواطنين بمحافظة بللسمر شمالي أبها عن هذا الموضوع.
يقول “سعيد علي آل سالم”: منذ طفولتي كنت أراقب والدي حفظه الله عند ذبح الأضاحي، حيث كان يخرجها بشجاعة وقوة، نظراً للحياة القاسية التي كانوا يعيشونها سابقاً وتتوجب الاعتماد على النفس، مضيفاً أنه يذكر أول مرة قام فيها بـ”تذكية” أضحيتهم عندما بلغ ال 20 عاماً بمساعدة أشقائه الذكور، ويصفها بالمثيرة والمربكة، ولكن إعجابه الشديد بوالده واعتماده على نفسه هو من شجعه لتجربة ذبح الضحية، واصفاً الأمر بأنه بات أكثر سهولة من السابق، خصوصاً بعد تكرار التجربة، فبعد أن توجه الأضحية اتجاه القبلة ويذكر الله تلامس مكان العرق برقبتها ويضع السكين عليه ويضحي.
بينما يقول “محمد علي حريق”: لله الحمد أملك الشجاعة الكافية لذبح عدد من الأضاحي لوحدي، ولكني في بعض الأحيان أحتاج من يساعدني في أمر تعليقها لثقل وزنها، حتى بات الأمر لي ممتعاً أكثر من كونه تكليفاً من قبل والدي حفظه الله، والذي كان ينوي تعويدي على الشجاعة وقوة القلب، مؤكداً مقدرته على سلخ مالا يقل عن 3 خراف وبمفرده، بل ومع كثرة الممارسة أصبح أكثر سرعة.
واعتبر “رياض الطويل” سلخ الضحية بيد صاحب الضحية شجاعة ورجولة وأنها تُعدّ من الأمور التي يتوجب على كل ربّ أسرة أن يُتقن هذا الفن من السلاخة وأن يُجيدها بحرفية وبالطريقة الصحيحة، وأضاف “الطويل” كذلك السلاخة أمام الأبناء تعتبر تدريب لهم على السلاخة وتعليمهم بالطريقة الصحيحة وإعطائهم الفرصة لممارستها بحرية تامة، كما أنها تشجع على الاعتماد على النفس.
ويقول “حسن هياس” المشكلة تكمن في اتكال المواطن على العمالة لأداء هذه المهمة على الرغم من أنها ليست شاقة بل ممتعة، خاصة وأنت تذبح أضحيتك وسط الأهل، وأيضًا تستطيع أن تسلخها بحرفية تحافظ بها على أجزاء الذبيحة، وهذا أمر معروف لدى أجدادنا وآبائنا منذ قديم الزمن وليس مستحدث.

>