ملاعب عسير والهدر المالي

عبدالرحمن خليل
تعاني منطقة عسير بشكل عام ومدينتي أبها وخميس مشيط خصوصا من عدم وجود منشآت رياضية وملاعب كرة قدم توافق ما يطمح إليه أبناء المنطقة ورياضييها ، وقد كانت تفتقد إلى وجودها مطلقا خلال السنوات الماضية إلا أن أمانة منطقة عسير وفروع البلديات بالمحافظات قدمت مؤخرا عدة ملاعب وساحات رياضية قد لا تكون متوافقة مع عدد الفئة المستهدفة بتقديم هذه الخدمات إلا أن إقامة مثل هذه المشاريع يستحق الشكر .

نعم هناك عدة منشآت رياضية وملاعب كرة قدم في الأحياء إلا أنها وبغرابة تثير العديد من التساؤلات حول مطابقتها للمواصفات على الرغم من أن الجهة المشرفة على تنفيذها تمتلك كما كبيرا من المهندسين الإنشائيين والمعماريين والمراقبين الفنيين ومع ذلك هناك تلاعب في قياسات الملاعب وسوء في إختيار نوعية زراعتها بالعشب الطبيعي أو حتى الصناعي ” الإنجيلة ” .

كذلك يتم فرش الملاعب دون طبقات السلامة ما يسمى في بيئة الملاعب ” لباد ” و ” ربل ” حيث أن أغلبها عبارة عن عشب طبيعي أشبه ما يكون باللعب في حدائق ومسطحات جبلية خضراء أو صبة خرسانية مغطاة بالعشب الصناعي وبذلك تسبب العديد من الإصابات الرياضية التي ربما تصل إلى حرمان اللاعب من ممارسة رياضته المفضلة بإحتمالية إصابات مزمنة وعاهات مستديمة .

زخم المهندسين في الأمانات والبلديات هو تميز لتنفيذ المشاريع المدنية والمعمارية ولكن تنقصه الخبرة الرياضية لتنفيذ مشروع رياضي من طراز عالي الجودة ومطابق للمواصفات والمقاييس الخاصة بإنشاء الملاعب الرياضية .

لذلك يجب عليهم عمل دراسات أعمق ومع جهات مختصة قبل أي هدر مالي في تنفيذ هذه المشاريع دون أن يستفاد منها كونها منفرة للشباب عن ممارسة الرياضة فيها نظير كونها هاجسا وكابوسا مزعجا للرياضيين بدلا من كونها مواقع تحقق متنفس رائع للشباب لممارسة الرياضة .

قياسات الملاعب غير مفهومة وقد تصل إلى حد أن يكون على سبيل المثال لعب الفريق بعدد 9 لاعبين يخلق العديد من المساحات ولعبهم بعدد 10 لاعبين يزدحم به الملعب .

لك أن تتخيل سعادة الأمين أن أبها وخميس مشيط ومحايل عسير والمجاردة وأحد رفيدة وسراة عبيدة وظهران الجنوب وتنومة والنماص لا تمتلك ملعب كرة قدم قانوني بينما محافظتي بارق وطريب تمتلك ملاعب قانونية مميزة .

كنموذج يعتبر ملعب المركز الحضاري ببارق الذي أنشأته بلدية بارق هو أبرز المنشآت الرياضية وملاعب كرة القدم التي نفذتها البلديات على مستوى المملكة ، ملعب جميل ومدرجات ومنصة مميزة وأرضية رائعة لممارسة كرة القدم ولذلك نجد بطولاتها الرياضية تجذب جميع فرق عسير وجماهيريتها وشعبيتها جارفة .

أتمنى إستنساخ تجربة ملعب بلدية بارق بالمركز الحضاري في عمل أي منشأة رياضية قادمة في جميع مدن ومحافظات عسير وإن لم تكن أفضل فالطموح أن لا تنفذ بأقل مما شاهده الجميع في ” تحفة بارق الرياضية ” .

سعادة أمين عسير : شباب عسير يستحقون الكثير وأنت كما عهدناك دائما ما تسعى لخدمة شباب الوطن وفق الإمكانيات المتاحة والمسؤوليات المناطة .

• ومضة
  حلم أبها وبقية المحافظات في ملعب قانوني ليس بالصعب تحقيقه حال وجود من يستشعر أهمية تحقيق مطالب الشباب لحفظ أوقات فراغهم من الإنجراف خلف السلوكيات الهدامة وممارسة الظواهر السلبية التي تنخر في جسد المجتمع وتعصف بشبابه الذين هم نواة المستقبل وغده المشرق .

>