هيئة الترفيه .. مشروع ساخن جداً


علي القاسمي

  • أقف عند الخط العريض لهيئة الترفيه السعودية والذي يقول ” أفاقًا جديدة ومفهوما شموليا لصناعة الترفيه ” وأكاد أقسم بأن هيئة الترفيه ستكون في مواجهة ساخنة طويلة على الصعيد الاجتماعي ، هذه المواجهة تختلف في طريقة التعاطي والعبور لأنها حملت على عاتقها مصطلحا مرتكباً في الذهنية المجتمعية ، هو ذات المصطلح الذي نتنازع عليه ونقصف بعضنا على اثره بالجمل والمفردات والتهم والشتائم وبالذات حين يحمى الوطيس عن ترفيه محلي ، مصطلحنا المغلوب على أمره والحاضر في وقت ينشغل فيه قومي بملاحقة مصطلحات اخرى يرونها أهم من مأزق ترفيه هو مصطلح عابر بخجل وتحملته جهات متنوعة في مواسم الصيف أو مهرجانات الضجيج والعجل وكانت تراوغ وتناور من أجله لئلا يشتعل غضب أو يتضخم تذمر . جل حديثنا لستة أشهر مضت لم يخرج عن عنوان التحول الاقتصادي والذي يتجه لـ اكثر من بوصلة ويأخذ عددا من الوجهات لا وجهة واحدة ، ووقفت هيئة الترفيه على هرم الجهات ذات الطموح والرغبة في المساهمة بحماس وتنوع في هذا التحول وحُسبت من ضمن الشركاء المعتبرين في الفكر والشمولية والقدرة على التعامل إلا انها ولسوء حظها ستحمل في طيات هذا الطموح وبرفقة حكايا التحول الاقتصادي الطويلة والمتشعبة إعصاراً لتحول اجتماعي لن يكون يسيرا على المطلق اذا ما آمنا ان التغيير في المجتمعات العاطفية يحتاج مزيدا من الحسابات وعمقا في التفكير وتناولا ذكياً متدرجاً متوازنا لا قصفاً مبكرا وصداماً لن يكون الخروج من تداعياته بذات السهولة والسرعة التي انطلق بها ، فما بين الرغبة الجادة في تقديم حضور مختلف لهيئة الترفيه وأن يكون الترفيه وفق الضوابط الشرعية سنعيش مواسم مختلفة ورقابة ذاتية يتبرع معها المتحمسون ويطير بها عشاق الطير بالملفات والقصص ، مشروع الترفيه في السعودية شاق وسيكون أكثر مشاريع الرؤية التي تشغل وتشعل المجتمع وتملأ ساحات نقاشهم وجدالهم بل تعيد بعض قواميس التخوين والتخويف والتجريم والتصنيف ، وخصوصا ان دخلنا في دهاليز ونسب التحرر والمحافظة والاعتدال لأنها دهاليز ونسب تتغير بالكلية مع أول تذاكر السفر لدول الجوار والابتعاد عن الرادارات الاجتماعية ، تحتاج هيئتنا الموقرة ان ارادت النجاح – رغم ان ثمة من يريد صراحة وضمنا زوالها عاجلا غير آجل – ان تمضي بهدوء ودون استفزاز وتقدم برامجها بشجاعة متى درستها جيدا من كافة الجوانب ، فـ كثير من جوانب التغيير في بلدي صاحبتها الشجاعة والقراءة الدقيقة للمحتوى فكان النجاح الحليف ، النفق المظلم الذي سينهك هيئة الترفيه ويستنزفها ويضعها العنوان المكروه كل صباح حين تمارس التحدي والتسرع، هي تعرف بأننا أكثر الشعوب التي تهرب للخارج بصرف النظر عن الفريق الذي يمثله الهاربون ، وعليها أن تنجح في ترفيه الطبقة المتوسطة فالترفيه المخملي لا تعنيه الهيئة مطلقاً وتحديدا في البدايات والمواجهات والصراعات ، وكثرة الضغط الشعبي على جهاز الهيئة ان ذهبت بحماس غير معتاد وسرعة غير منضبطة قد ترجح لـ اندماجها مع هيئة السياحة والتراث الوطني ، فثمة كثير من المشتركات والفوائد والخبرات والمواجهات ولعلها تأخذ من هيئة السياحة خلاصة محاولات مستميتة لفعل شيء أو يذوبان مع بعضهما في مشروع أقل سخونة ، وسيناريو هاديء وبخطط المد والجزر.

alialqassmi@hotmail.com>

شاهد أيضاً

الكتب السماوية

بقلم / سميه محمد الكتب السماوية هي التي أنزلها الله من فوق سبع سموات على …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com