وإن كنت وحيدة.. !

 
بقلم-ألمعية
وإن كنت وحيدة.. !
فلابأس بذلك لقد اعتدت على الدوام أن أكون وحيدة، حتى ألفت وحدتي وحزني ومواجعي.
هم رفقائي المخلصين، الذين لم يخذلوني يوما أو يتخلوا عني أبدا، حتى ولو كانوا رفقاء ثقلاء.
من خلال وحدتي، عبرت الكثير من جسور الألم .
ومن خلال وحدتي، أجول في أنحاء هذه الحياة كل يوم في رحلة تأمل طويلة .
وخلال وحدتي، أعكف على جراح الأمس المثخن بها قلبي، فأحاول مداواتها بيدي ولوحدي وفي هدوء وصمت، أكتم ذاك الأنين الصارخ في أعماقي من شدة الوجع، حتى لا أوجع به غيري،
ومن خلال وحدتي، ألملم أشلاء هذا القلب الممزق في محاولة بائسة مني، لإعادته للحياة، أو حتى التظاهر بأنه قد عاد مجددا للحياة.
ومن خلال وحدتي، تعلمت السمو بالنفس وإن امتلأت وجعا.

ومن خلال وحدتي،أعود في رحلة معاكسة بإتجاه الماضي، لأزور أطلال بعض الذكريات المحببة إلى قلبي فألثم ملامح تسكنها لثم المحب الصادق، وأعانق عناق المشتاق لمن فقد، واستنشق عطرها، عبيرايتضوع في أنحاء روحي الولهى. ) من خلال وحدتي، أحاسب نفسي إن هي أخطأت أو قصرت، وأحاكمها وأنفذ فيها تلك الأحكام بلا هوادة.
ومن خلال وحدتي، أحتضن نفسي المتعبة والخائفة والباكية، وأربت على كتفي بكلمات الصبر لعلها تهدأ من روعي ولو قليلا.
ومن خلال وحدتي، أنثر الآمال في أرض قلبي، والذي يوشك أن يجدب من شدة مايجده من قسوة هذه الحياة عليه، وأسقيها بدموع عيني حتى لاتصاب هي الأخرى بالجفاف أو تموت.
ومن خلال وحدتي، تعلمت أن لا أنتظر شيئا من أحد، فلكل واحد الحرية في فعل ما يشاء، ولي حرية الإنزواء بعيدا عن أعين العالم كله.
لم أعد أتبرم من وحدتي، فقد أثبتت لي وبقوة أنها هي الوحيدة التي لم تتخلى عني وهذا ما أحتاجه.
فأنا أحتاج إلى ذاك الرفيق الذي لا يتخلى عني مطلقا ولا لأي سبب من الأسباب، ذاك الرفيق الذي يشد من قبضة يده على يدي ، ويطمئنني دوما أنه لن يفلت يدي في منتصف الطريق.
وقد كانت وحدتي هي ذاك الرفيق الوفي لي طوال السنين الماضية، وربما تحافظ على هذا الوفاء، إذا لم تصب هي أيضا بلوثة التغير المفاجيء الذي يجتاح البشر والعالم بأسره.

1 2 3 4

>

شاهد أيضاً

جامعة الملك خالد تستضيف ندوة “عسير منطقة الطهي العالمية”

صحيفة عسير _ أبها انطلقت أمس فعاليات ندوة “عسير منطقة الطهي العالمية”، التي تستضيفها جامعة …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com