العمل التطوعي سموٌ ورقي

رائد آل مالح

العمل التطوعي قيمة إيجابية أكد عليها الشارع الكريم ولذا قال الله تعالى: (فمن تطوع خيراً فهو خيرٌ له) فالعمل التطوعي فيه نفع للآخرين وقضاء لحوائجهم.
والعمل التطوع جهد يبذله أي إنسان بلا مقابل لمجتمعه بدافع منه للإسهام في تحمل مسؤولية المؤسسة التي تعمل على تقديم الرعاية الاجتماعية، إذن فهي مبادرة ذاتية من الإنسان نفسه لتقديم أي عمل خيري أو اجتماعي أو وطني يُسهم من خلاله المتطوع في نفعِ الآخرين والمشاركة في البناء والنماء.
والشارع الكريم حث في القرآن والسنة المطهرة على أهمية البذل والإنفاق ووعد بالأجر العظيم إذ يقول تعالى (من ذا الذي يُقرض الله قرضًا حسنًا فيضاعفه له أضعافًا كثيرةً والله يقبضُ ويبسطُ والله واسعٌ عليم)، ويقول صلى الله عليه وسلم : “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، …. الحديث”
والعمل التطوعي ثماره عظيمة وفوائده عميمة تعود على المتطوع والمجتمع بأسره بالنفع والفائدة، ولعل من أهم الفوائد والثمرات التي تتحقق عند ممارسة العمل التطوعي استثمار الطاقات واستغلالها بطريقةٍ منظمةٍ، وهنا تتحقق الثمرة والنفع في مجالات مختلفة عائدها الأول مصلحة الأفراد والمجتمعات، وكذلك العمل التطوعي فيه إشباع للرغبات وتحقيق للذات وملء للفراغ، وفي ممارسة العمل التطوعي تدريب المتطوع على أصناف وأشكال الأعمال التطوعية، ومن ذلك مشاركة الآخرين البذل والعطاء والرفعة والنماء، فهو يزيد من الحس المجتمعي وكيفية تحمل المسؤولية وتقديم الخدمة للآخرين، بل إن حقيقة العمل التطوعي أنه يسعى إلى رفع مستوى الخدمة بشكل مباشر وغير مباشر سواءً على المستوى الحكومي أو على مستوى مؤسسات المجتمع المدني.
والعمل التطوعي نجده علامة بارزة في رؤية المملكة العربية السعودية أيدها الله 2030 فكان من أهم إستراتجياتها العمل على نشر ثقافة العمل التطوعي وتعزيزه لدى الأفراد والمؤسسات سواءً كانت حكومية أو أهلية ورفع نسبة عدد المتطوعين بنهاية عام 2030م بإذن الله تعالى، وهنا نجد أن كثيراً من المؤسسات تعمل خلال هذه الفترة على قدمٍ وساقٍ من أجل مواكبة هذه الرؤية الجميلة والغاية النبيلة، فالعمل التطوعي وممارسته بشكل محترف يُعد مقياسًا حقيقيًا لرقي المجتمعات ووعيها.
ورمضان الذي نحن بصدد استقباله فرصة عظيمة ودرجة رفيعة، فهو شهر التطوع وأعظم محفزٍ لممارسة هذا الميدان الجميل، فاستشعر فضل هذا الشهر المبارك وعِظمِ منزلته يستلزم ممارسة الأعمال التطوعية التي تكثُرُ في هذا الشهر الفضيل وتتعدد أعمال البر والخير والفضل فيه، ويترتب عليها أجر عظيم من زيادةٍ للحسنات ورفعةٍ للدرجات، وعلى رأس هذه الأعمال الفضيلة في هذا الشهر المبارك رعاية الأيتام وتلمسِ حاجياتهم ومتطلباتهم، والبحث عن مواطن إسعادهم خصوصًا أنه يعقُب شهر رمضان عيد الفطر المبارك الذي تتحقق فيه الصِلات ويُتوجُ فيه بالجوائز والهبات من ربِّ البريات.
وفي الختام نسأل الله التمام وأن يُديمَ على بلادنا نعمة الأمن والإيمان.>

شاهد أيضاً

سليمان الجاسم “الشخصية المكرمة” في مهرجان الجبل الثقافي بالفجيرة 

صحيفة عسير _ يحيى مشافي أعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان الجبل الثقافي الذي تنظمه جمعية الفجيرة …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com