روحانيات رمضانية خاصة في منطقة جازان


صحيفة عسير  – زهراء خالد 
تكاد تكون المظاهر الرمضانية في جميع محافظات جازان متشابهة حيث تبدأ الاستعدادات لهذا الشهر في الأيام الأخيرة من شهر شعبان، فتزدحم الأسواق بالناس لشراء المواد الغذائية معتقدين ان شهر رمضان لا يتحمل عناء البحث عن هذه السلع. وما ان يبدأ اليوم الاول من هذا الشهر الفضيل حتى تبدأ مظاهر الحياة بالتغيير تماماً، فتتحول حركة الحياة من النهار الى الليل وتبدأ الحركة في الشوارع في الساعة العاشرة صباحاً حينما يبدأ الموظفون بالتوافد على مقار اعمالهم، إذ يكون عادة دوام العمل في شهر رمضان خمس ساعات فقط حيث ينتهي الثالثة بعد الظهر، وتشهد شوارع المدن الجازانية ذروة ازدحامها في الدقائق التي تسبق موعد اذان المغرب حيث يهرع الناس عائدين الى منازلهم للفطور بعد ان قضوا بعض الترويح على اطفالهم بين فترة الغروب واذان المغرب وهذه العادة من الامور المألوفة في شهر رمضان في جازان وضواحيها حيث يصطحب رب الاسرة اطفاله بجولة قبل الفطور بينما تبقى النساء في المنازل لاعداد الفطور.

مظاهر خاصة

يحرص الجازانيون على ان يؤدوا صلواتهم في شهر رمضان في المساجد وتشهد المساجد حضوراً ملحوظاً منذ صلاة الظهر، ويعتكف البعض لتلاوة القرآن الكريم حتى قدوم صلاة المغرب، والكثير من الناس يتوجهون بافطار لعابري السبيل الذي يوضع في الساحات الخارجية من المساجد… ويجلس الصائمون في دوائر صغيرة حول موائد الفطور المكون من التمور.. والسنبوسة.. والشربة.. 

المرسة والسلتة

ويركز الجازانيون في وجبة العشاء التي يتناولونها عقب صلاة المغرب على اللحوم وبالذات لحوم الاغنام والخراف… ويقل الطلب على لحوم الابقار . ويكون بجانب اللحوم انواع اخرى من الاطعمة مثل “المرسة” وهي وجبة شعبية تتناولها معظم الأسر الجازانية وهي خليط من الماء والدقيق والموز ويصب عليها العسل والسمن البلدي، وهناك وجبة شعبية يحرص معظم الناس على تناولها وخصوصاً في ابوعريش وقراها وهي “السلتة” وهذه الوجبة مكونة من الحلبة واللحم المفروم والتوابل واحياناً يخلط معها البيض، ولا يخلو منزل عريشي في جازان وبعض المناطق الاخرى من هذه الوجبة الى جانب اصناف اخرى من الطعام.

حلويات العشاء

اما الحلويات فهي مادة اساسية ومهمة بعد العشاء ويزداد الاقبال على شرائها وتزدحم محال بيع الحلويات قبل المغرب بالكثير من المشترين وبعض الأسر تصنعها في المنزل. وأكثر انواع الحلوى شهرة “الطُرمبه”… و((بنت الصحن)).. والكنافة. بينما يركز سكان المحافظات الجنوبية والغربية وبخاصة تلك الواقعة على البحر في وجبة العشاء على الكبسة وهي مكونة من الرز واللحم الى جانب (( الصيادية)) المكونه من الارز و السمك.

وما ان يفرغ الجازانيون من تناول وجبة العشاء والانتهاء من صلاة التراويح حتى تزدحم الاسواق بالمتسوقين، وتشهد بعض الاندية الثقافية والرياضية تجمعات ليلية تستمر حتى قرب الفجر لمناقشة بعض القضايا الفكرية ولممارسة بعض الانشطة الرياضية.

سياحة خاصة

وفي المناطق الساحلية تفضل معظم الأسر قضاء السهرة خارج البيت في نزهة قرب الشاطئ أو في الحدائق. وما ان يحين وقت السحور والذي يكون قرب الفجر حتى تستعد ربات البيوت لصنع السحور الذي غالباً ما يكون من “المفالت” وبعض انواع الكبسات. وتبدأ المطاعم هي الاخرى بتجهيز وجبات السحور.

في جازان رمضان يختلف فكل مكان فيها يحمل عبق التاريخ وذكريات من الماضي القريب، ففي أواخر شهر شعبان تتوافد القبائل من ضواحي مدينة جازان سهلها وبحرها وبرها وجبلها إلى أسواقها المختلفة لشراء حاجات رمضان… فالأسواق في مثل هذه الايام تكون قد امتلأت بكل ما يحتاجه الانسان في هذا الشهر. فذلك يشتري الحب (الذرة، الشعير، القمح، الرومي…) وهذا يشتري البهارات والحوائج (الثومة، البصل، الحلبة المطحونة، الكمون، السعتر).

>

شاهد أيضاً

مدني أبها” يباشر حالة سقوط شاب في “غدير المحتطبة” بالعلاية

صحيفة عسير _ يحيى مشافي باشر الدفاع المدني بابها، يوم أمس الأربعاء بلاغا أفاد بانزلاق …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com