روحانيات رمضانية خاصة بمنطقه تبوك

صحيفة عسير – متابعات _زهراء خالد:

تتميز منطقة تبوك في شهر رمضان المبارك بالعديد من العادات الرمضانية , والأكلات الشعبية والمخيمات الرمضانية, التي تشهدها مدن ومحافظات ومراكز المنطقة طيلة الشهر الفضيل .
فما أن يطل شهر الخير والبركة والعطاء بأيامه ولياليه , حتى تفعم الحياة في مختلف أنحاء المنطقة بالروحانية وفعل الطاعات التي تسمو وترتقي بها الأنفس عن متاع الحياة .
ومن أبرز المظاهر الرمضانية بمنطقة تبوك , الأكلات الشعبية التي لا تفارق المائدة التبوكية ومنها قرص ” المجللة أو الخميعا ” وهي عبارة عن عجينة من ( البر) تعد على الصاج الخاص بها ولا توضع في الجمر كما هو الحال في إعداد الفته وعند نضوج القرص يقطع في اللبن ويعجن بإضافة السمن البري وهناك من يميز بينهما فعند إضافة السمن تسمى ( المجللة ) وعند إضافة اللبن أو الحليب تسمى الخميعا.
وكذلك طبق “المنسف” ويتكون من اللحم والرز وخبز “الشراك” حيث يطبخ اللحم باللبن ” الجميد ” ثم يغمس الشراك بالسائل الناتج عن إذابة الجميد( صنف من أصناف الاقط ) ثم يفرد خبز الشراك في قاع الصحن ويغطى بالرز وفوقه اللحم ثم يسكب عليه مرق الجميد وغالبا مايقدم المنسف على مائدة السحور التبوكي.
وتشتهر تبوك بأكلة عصيدة التمر المنزوع النوى ويخلط مع الماء ويمتزجا ليشكلا عصير أو منقوع حيث ينقع التمر في الماء يوم كامل حتى يذوب ثم يصفى ويضاف إليه دقيق القمح الأسمر ويمزج ثم يسوى على نار هادئة حتى الاستواء وهناك من يرغب إضافة الفلفل الأسود أو الهيل وقد يدهن سطحها بالزبدة المذابة أو السمن وتقدم ساخنة .
وتتميز المنطقة بأكلة ” الصيادية ” وهي عبارة عن سمك يطبخ مع الأرز وطريقته يحمر البصل بكمية كبيرة حتى يعطي لون بني اقرب للاحتراق وتسمى( الكشنة ) ثم يضاف عليها قطع السمك المعد سلفا للطبخة ثم يرفع السمك ثم يطبخ الرز على مرق السمك مع البهارات والفلفل، وقد يضاف إليه السمن وهي أكلة يجيد إعدادها أهالي المحافظات الساحلية في المنطقة.
وتزخر المائدة التبوكية في كل إفطار بعيش “الصاج” من دقيق القمح الأسود يترك بعد عجنه لفترة ليجهز، فيما يُسخن الصاج على نار هادئة، بعدها تغرف قليل من العجينة وفردها على سطح الصاج ثم يقلب الخبز على الوجهين حتى يستوي وتقدم للأكل مع العسل والسمن والخضروات وهذه الأكلة يتم إعدادها بشكل ملفت بين الأسر في شهر رمضان و الأعياد.
وتحتوي موائد رمضان في منطقة تبوك على طبق ” اليخني ” أو المقطوطة وهي مقدار كيلو من لحم الضأن مقطع قطعاً صغيرة ويتبل ويقلى في السمن ليكتسب اللون الداكن، ويقلب مع البصل المحمر، ثم يضاف إليها كوب ماء دافئ والملح والفلفل الأسود والثوم المدقوق و صلصلة الطماطم ويترك الخليط حتى ينضج تماماً ويقدم للأكل ويختلف تسميته باختلاف محافظات المنطقة.
وتشتمل المائدة التبوكية على خبز ” الجمرية أو الملة ” ويتكون من الدقيق المعجون بطريقة مزدوجة ثم يترك لبعض الوقت ليدفن وسط الجمر، وبعد استوائه يقطع لأجزاء صغيرة، ممزوجة بمرق اللحم أو السمن أو اللبن حسب رغبة الشخص, وغالبا ما تعد الملة في الرحلات البرية إلا أنها أصبحت الآن تعد في المنازل وتقدم على وجبة الإفطار مع السمن البلدي أو المرق .
وتشهد المنطقة في شهر الخير العديد من المخيمات الرمضانية التي تعد جزءً من المظاهر الرمضانية بالمنطقة, حيث خصصت تلك المخيمات لإفطار الصائمين الذين يمثلون عدة جنسيات ما يعكس صورة واقعية للإسلام بصفته دين الرحمة والعطاء, علاوة على ما تقدمه من الدروس والمواعظ وتوزيع النشرات التوعوية التي ينتج عنها عادة دخول العديد من الجاليات غير المسلمة في الإسلام، كما تشكل الدورات الرياضية الرمضانية جزءً آخر من مظاهر الشهر الكريم بالمنطقة, حيث لا يكاد يخلوا حي أو مركز من دورة رياضية لأبنائها سواء في كرة القدم، أو الطائرة، أو التنس، أو في باقي الألعاب الأخرى التي تزيد من وشائج المحبة والإخاء بين أفراد المجتمع الواحد, بينما تنشط العديد من لجان التنمية الاجتماعية والأندية الرياضية في تنظيم دورات أخرى تكون شاملة لمختلف مدن ومحافظات المنطقة ومراكزها.
وتزداد الحركة التجارية في رمضان, حيث تكتظ أسواق منطقة تبوك بمرتاديها الذين يفدون لها في مختلف الأوقات, فأسواق الخضار والفواكه ومحلات الحلويات والمطاعم تستقبل يومياً من بعد صلاة العصر وحتى أذان المغرب أعداداً كبيرة من الأهالي, فيما تستقبلهم الأسواق المركزية والأسواق الشعبية ومحلات بيع الملابس والعطورات والإكسسوارات وغيرها في الفترة المسائية التي تبدأ من بعد صلاة التراويح وحتى الساعات الأولى من الصباح .
وتحظى مبيعات التمور واللحوم ومنتجات الدقيق بنصيب الأسد بين مختلف المبيعات، حيث يحرص الأهالي على شراء أنواع متعددة من التمور والرطب، وكذا اللحوم والدقيق لاستخدامها في العديد من الأطباق الرمضانية التي تمتاز بها المنطقة، وتنشط في شهر الخير مؤسسات الدولة الخيرية لتشارك ببرامجها المتنوعة بدءاً بتنظيم المحاضرات التوعوية الدينية بشقيها الرجالي والنسائي، ومروراً بإعانة المعوزين والفقراء ومد يد الحنان لهم عبر سلال غذائية متنوعة وصرف مبالغ نقدية تعينهم على صيام وقيام شهر رمضان المبارك، إلى جانب رعايتهم إلى آخر يومٍ في شهر الخير لتبدأ مرحلة جديدة من العطاء والرعاية تشمل كسوة العيد لتكتمل بذلك أفراحهم وترتسم البسمة على محيا الجميع .

>

شاهد أيضاً

بعد المشاركة لمدة سبعة أيام في خدمة المعتمرين
 
جوالة جامعة بيشة تغادر العاصمة المقدسة

صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل : غادرت جوالة جامعة بيشة اليوم الخميس 18/9/1445 العاصمة …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com