كربة أبها

 

الدكتور _ صالح الحمادي

حالة ترقب وتوجس سبقت ليلة ” تفريج كربة “لا طلاق سراح سجناء الحق الخاص بمنطقة عسير ، كان القلق قد وصل ذروته قبل لحظات من وصول راعي المناسبة الأمير منصور بن مقرن بن عبد العزيز نائب أمارة عسير ، القاعة تخلوا من كبار رجال الأعمال وغياب جماعي لمدراء الإدارات والمحافظين ومسئولي الشركات والمؤسسات والبنوك، ملامح فشل الحملة تلوح في الأفق، وكل شيء في المكان يوحي لنا كلجنة أن الجهود راحت هباءً منثورا.
ومع الدقائق الأولى لانطلاق الحملة اتى الخير من أمير المنطقة المواطن فيصل بن خالد بن عبد العزيز الذي قدم مليوني ريال ونائبه مليون ريال، ثم مليون من الأمير مقرن بن عبد العزيز، ثم هطلت خيرات ولي ولي العهد الذي قدم ثلاثة ملايين ريال ، كان المسرح أمام سباق خيري إنساني مثير ، كنا نترقب بلهفة، وكان المساجين خلف الأسوار يترقبون، وبعض أسرهم تواجدوا في المسرح يتلهفون، تبدلت حالة القلق بنشوة الفرح وبشائر الأرقام تسابق الزمن، حبكة درامية عشناها وعاشها كل من راقب ليلة القبض على حوالي ستة عشر مليون ريال في أكبر وأضخم حملة أسفرت عن اطلاق سراح جميع المساجين ” 254 سجين” ليلة اختلطت فيها الدموع بالفرح وحب العملي الخيرية الإنساني.
قصص إنسانية ، ومواقف مؤثرة ، طفل يقدم مائة ريال قيمة سيكله الذي ينوي شراءه للعيد ، مواطن يقدم رأس ماله كله مائتا ريال ويحلف أمام الجمع بأنه لا يملك سواها، مواطن أخر يقدم تبرعه البسيط ويطلب من الحضور الدعاء لزوجته المريضة وخروج أبنها المسجون في ديون ، أبناء نائب أمارة عسير كانوا حاضرين في المشهد حيث تبرع سعود بمائة ألف ريال وشقيقته قدمت مائة ألف ريال ، غابت البنوك والشركات الكبرى وغاب تجار العقار ، وحضرت غرفة أبها التجارية برئيسها عبد الله المبطي ونائبه المهندس صالح قدح والأمين والأعضاء وقدمت الغرفة مليون ريال ومن قبل مائة ألف ريال.
حضر رجال الإعلام بشكل لافت وقدموا تضحيات ومتابعات رائعة ، وحضر نجوم وسائل التواصل المشاهير وحضر عدد من الشعراء والموهوبين والمخلصين وغاب الفاشلين والمجهولين وأصحاب النوايا السيئة.
نجحت الحملة ولله الحمد ، وغردت الفرحة في بيوت المساجين، وغادرنا المسرح بألف سؤال وسؤال عن غياب الشركات التي وقعت عقود مشاريع بالمليارات في عسير، وعن تجار العقار الذين باعوا بمليارات في مخططات أبها، وعن الذين نقلوا تجارتهم ومشاريعهم لدبي وشرم الشيخ، وتركوا أبها ومساجينها ومشاريعها وخيراتها ، أما البنوك فلا خير في مال يأتي منها.>

شاهد أيضاً

الكتاب بين الورقي والتكنولوجيا

بقلم / أحلام الشهراني سيدي سيدتي في ظل هذا التطور التقني والانفتاح الثقافي الذي نعيشه …

2 تعليقات

  1. سؤال أين كان الحويزي ؟؟
    واذا كان غيابه قسرآ فلماذا غابت ملايينه ؟؟

  2. الحملة كانت جميلة الفكرة ولكن لماذا السجناء الذين تعدت مديونياتهم 200 الف لم يشملهم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com