إعاقة شبابية

 

الدكتور صالح الحمادي

 

قد لا أبالغ إذا قلت إن لدينا إعاقة شبابية مرتفعة تدعوا للتدخل القيصري العاجل، ولدينا نقص نمو فكري وذهني للشباب والشابات ، وثقوب وعيوب تحتاج للاعتراف بها أولا ثم البحث عن حلول.
لدينا نسبة مرتفعة من الشباب والشابات يعانون من قصور التربية، ونقص المناعة السلوكية وصداع فوضوي مزمن، نسبة عالية يعانون من عدم القدرة على التكيف مع الحياة السوية، ويفضلون الحياة البهيمية العشوائية حتى وهم يحملون الشهادات الجامعية، لذا لا تستغرب رمي أي شاب للنفايات في الشوارع والحدائق العامة ، ولا تستغرب قطع الإشارات، وارتفاع نسبة ضحايا الطرق، ولا تندهش من ترك بقايا الأكل والمشروبات بعد أي أسرة في منتزهات وحدائق الوطن بطوله وعرض.
صيف العام الماضي وصل التذمر من ترك المخلفات في منتجعات عسير السياحية ذروته، مما أجبر أمين منطقة عسير لقيادة حملة لتنظيف المنتزهات والحدائق العامة شارك في هذه الحملة عدد من المسئولين والشباب تطوعا، وفي صباح اليوم التالي عاد رود المنتزهات من سياح ومقيمين لحليمة القديمة، وتأكد جليا أنه لا ينفع مع هذا السلوكيات إلا العقوبات المالية الفورية بالاتفاق مع شركة أو مع جهات مسئولة تتولى الأمور التحصيلية وفق لائحة مالية معتمدة ومعلنة في كافة وسائل الإعلام.
الجميع يرفضون السلوكيات المشينة فمن الذين يفعلونها؟ هم المنتقدون الساخطون الذين تبرمجت أذهانهم اتوماتيك لرمي النفايات بجوار صناديق النفايات لا داخلها، وهم الذين يجلدون حياتنا اليومية بحزمة من الانتقادات اللاذعة بينما نتاج تصرفاتهم ومخرجات ثقافتهم تتضح للعيان في مواقع تنزههم وفي قياداتهم للسيارات وفي تجاوزاتهم التي لا يقبلها لاعقل ولا منطق.
ثالثة الأثافي تأتي من قطاع المرور الذي وزع أعماله على شركات وجهات أخرى ” ساهر- نجم” وبقي عليهم هم واحد يعاني منه المجتمع السعودي وهي ممارسات الشباب الشيطانية عبر درباوية امتهنوا الفوضى والعباطة ورغم هذا لم يستطيعوا تطويق هذه الظاهرة ووضع الحلول العاجلة والناجعة، من المضحك المبكي تحرك مرور عسير لمتابعة طريق السودة السياحي لحماية العابرين من خطر الدربواية وتركوا بقية طرق المنطقة السياحية والرسمية لهؤلاء الشباب يعبثون فيها كما يشاؤون ، يعني المرور يشرف على طريق واحد فقط ويترك الحرية للدرباوية في بقية الطرق هذا ابداع فكري وعملي يحسدون عليه؟
الآباء والأمهات تنصلوا من مسئولياتهم، وأصبح دورهم سلبي للغاية، وهم يشاهدون أبنائهم وبناتهم يتفننون في رمي النفايات داخل غرف النوم وفي مجالسهم ويشاهدون أطفالهم وشبابهم يتسابقون على ممارسة سلبيات الحياة اليومية، ويتوارون خجلا من عمل إنساني أو تعاوني يعزز من قيمهم ومكانتهم كبشر، لذا لن نبكي على نتاج الرغيف الذي خبزناه بسلبياتنا في منازلنا وعلينا تحمل هذا الواقع المرير إلى أن نعود لمقومات ديننا الحنيف، أو ننتظر عقوبات رادعة لا تبقي ولا تذرُ.

 >

شاهد أيضاً

الكتب السماوية

بقلم / سميه محمد الكتب السماوية هي التي أنزلها الله من فوق سبع سموات على …

تعليق واحد

  1. الحمد لله ابني احيان يجبرني على التوقف بالسيارة ويبكي ان لم اتوقف والتقط مانسيت ورميته من نافذة السيارة مع انه بعمر السابعة لكن ربيته على عدم رمي شئ اين كان صغير ..افعالنا انعكاس لتربيتنا فأحسنوا تربيتكم. لافض فوك يادكتور صالح

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com