رسالة وطن

الدكتور صالح الحمادي

 

أعتبر أمين منطقة عسير حملة النظافة لمنتجعات عسير وحدائقها وشوارعها وهو يدشن الجولة الثانية من الحملة بأنها رسالة لسكان وزوار عسير وأنا أعتبرها “رسالة وطن” فأزمة النفايات وترك المخلفات تمتد بامتداد تراب الوطن بجهاته الأربع بل أزمة يزداد وقعها سوءا في المشاعر المقدسة ونحن نشاهد أكوام النفايات وبقايا الأكل في أطهر بقاع الأرض رغم ما يُصرف على هذه الأماكن من عقود نظافة ضخمة ورغم الأعداد الهائلة من العمالة التي تعمل على مدار الساعة، ومن المؤسف أنني شاهدت حجاج ومعتمرين يشربون المشروبات ثم يرمون العلب على الأرض بدلا من وضعها في صناديق النفايات، كما شاهدت بقايا مفطحات في المشاعر المقدسة مرمية على الأرض وهذه البقايا لا يمكن يحضرها حجاج الخارج.
وسائل النظافة الفكرية معدومة وهذا يحتاج للزمن الكفيل بتطهير العقول المتحجرة من ثقافة التصنيف والزوايا الضيقة ، أما أزمة نظافة مدننا وحدائقنا ومنتزهاتنا فهي في متناول اليد شريطة التحول من الفكر التطوعي التوجيهي إلى مرحلة العقوبات الفورية وبث صور التشهير في وسائل الإعلام دون محاسبة لمصدر الصورة شريطة تكون موثقة ، وبدون عقوبات صارمة رادعة لن تنتهي المشكلة.
قاد نائب أمير منطقة عسير الأمير منصور بن مقرن بن عبد العزيز الحملة الأسبوع الماضي وشارك بنفسه في جمع النفايات، وكنت أتمنى من منظمي الحملة لو بلغوه أنهم قاموا بحملة مماثلة العام الماضي وفي اليوم التالي عاد المتنزهون والسياح لعادتهم القديمة وتركوا مخلفاتهم متناثرة في كل المواقع ، وكنت أتمنى لو تم نقل الصورة من الواقع المرير لأمير منطقة عسير ونائبة اليوم التالي لحملة نظافة هذا العام.
المؤشرات الحقيقية تقول أن النظافة لن تتم بحجم العمالة الكبير حتى لو تم تفريغ عامل نظافة لكل شخص يزور المنتزهات والحدائق ، وأن التوعية والتثقيف غير مجدية وبالتالي فلابد من إصدار لائحة عقوبات مالية وعقوبات تشهير وبدون ذلك سنظل نشارك في الحملات الشكلية ونشارك في الكذبة التي تزول بزوال الأثر، ولن تصل الرسالة التي طالب الأمين بتوصيلها إلا بالمشعاب.
حضر الأمين ومسئولي الأمانة والمجلس البلدي والمجلس التنسيقي وجمعية البر وعدد قليل من المتطوعين في الجولة الثانية للحملة وغاب الحشد المرتز في الصورة حول نائب أمير عسير في الجولة الأولى.>

شاهد أيضاً

مواقع التواصل الاجتماعي ومراقبة من يستغلها للإساءة سهلة وفق الأنظمة

عبدالله سعيد الغامدي. في وقتنا الحاضر ومع تنوع منصات التواصل الاجتماعي كثر من يقومون بعمل …

تعليق واحد

  1. د صالح المسألة ليست مسألة ثقافة وقلة وعي ؛المسألة صدور مريضة تعاني من عقد ، فتظهر على شكل افعال وسلوكيات سلبية ،وألفاظ تهكمية ، وسبق لك مقال جميل ( ما هناش) اعتقد انه يوضح طلاسم هذا السلوك .تحياتي وتقديري.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com