عسير صحيفة عسير الإلكترونية
بقلم/حسن سلطان المازني.
أريد ان اسأل فلان من الناس ما سبب تكبرك وتعجرفك وغطرستك على الاخرين هل من أجل منصب زائل ام لجاه مؤقت فذاك سينتهي ام لمال فذاك سيذوب كالملح في الماء بمجرد تودعيك الدنيا ؟.
وربما قبل ذلك فلا شئٍ يدوم سوى ما خلفته لذاتك من أعمال صالحة وسيرة عطرة وتواضع للناس فقيرهم وغنيهم صغيرهم وكبيرهم ،ولتعلم ان التواضع والصدق سمة العظماء وان التكبر والتغطرس سمة الجهلاء فكم من متعلم جاهل، فليست شهادتك العلمية ولاوظيفتك المرموقة ولا ثروتك هي المقياس الحقيقي لشخصيتك لانك سوف تغادر عيون الناس بمجرد أن تنتهي احدى هذه الخصائص الدينوية او تغادر انت مسرح طيشك فالسواد الاعظم الذين يحفون بك ليس من اجلك ولكن من اجل وجود احدى هذه الخصائص ،فلا تصاب بالهيلمان الذي يشكله حولك ذوو المصالح يا هذا.
عد الى التفكير السليم فتجرد من كل عوامل الكبرياء والغطرسة وعش حياتك الطبيعية بعيداً عن المؤثرات الخادعة التي لن تظفي لك ما تروقه في آخر ايام حياتك …
حب الخلق يحببك الخالق وتواضع فالتواضع شيمة الاقوياء بينما التكبر والتعجرف والهياط شيمة الضعفاء فلن يتكبر ويتعجرف إلا من كان يشعر بنقص في تكوينه يريد تعويضه بهذه العادات السيئة .
عامل الناس بالحسنى ولا تحاول التفاخر بعلاقاتك وبجاهك وبما فعلت …
في احدى رحلاتي العلاجية التقيت شخصاً في احدى البلدان دار بيني وبينه حديث كنت اعتقد في البدء ان هذا الشخص عالق في مشكلة مالية ولكن من واقع الحديث معه وجدت أن ظني لم يكن صائباً فقد كان ولايزل رجل اعمال ملياردير واقسم لكم على ذلك وليس عنده مواكب ولا حراسة ولا هيلمان ، يتجول في ذلك البلد ببساطة متناهية ولا يكد يحين وقت الصلاة الا ويتجه الى المسجد متواضع في كل شئ في كلامه وفي هندامه وفي جميع تصرفاته لم يحسسني في لحظة انه من فئة المتعالين .
كونه صاحب مصانع عالمية وصاحب ثروة هائلة فهو يرتاد اماكن عادية جداً ويتعامل مع الجراسين بكل أدب وتواضع ، تأملت هذا الرجل وتصرفاته المذهلة واخلاقه العالية المصبوغة بتواضع جم عندها حزنت على اناس تكبروا وتعجرفوا على لا شئ سوى انهم استمرأوا هذه العادة الذميمة. اللهم ارزقنا محبتك ومحبة خلقك وارزقنا نعمة التواضع.>
