حرفة الأدب

هناك ربط قديم بين المشتغلين بالأدب والفقر ، وسجّل التاريخ سير عدد من الشعراء والأدباء الذين ذاقوا مرارة الفقر والعوز والحاجة حتى أصبحت العرب تقول “أدركته حرفة الأدب” في إشارة واضحة إلى أن محترف مهنة الأدب قد حكم على نفسه بالفقر وبؤس المعيشة .
ومن أشهر من قيلت فيهم هذه العبارة الشاعر والأديب العباسي عبدالله بن المعتز الذي يعده كثير من مؤرخي اللغة المؤسس الحقيقي لعلم البلاغة ، ذلك أنه لما ولي الخلافة لم يلبث فيها غير يوم وليلة ثم قتل ، وفي ذلك يقول الشاعر :

مافيه لو ولا ليت فتنقصه … وإنما أدركته حرفة الأدب

وعاش الأديب برنارد شو سنوات طويلة من عمره في فقر مدقع ، وكان فان جوخ يعيش معدمًا تحت خط الفقر ، ونُفي “بيرم التونسي” إلى فرنسا لسنوات وعمل هناك حمالاً ثم اشتغل في أحد المصانع ، وكانت تمر عليه الأسابيع لايجد مايأكله إلا البصل والماء !
ومن بؤساء الأدب الشاعر عبدالحميد الديب الذي لقب بشاعر البؤس ، وله أبيات يشكو فيها من البؤس الذي لازمه حياته:

دع الشكوى وهات الكأس نسكر .. ودعك من الزمان إذا تنكر
وهام بي الأسى والبؤس حتى .. كأني عبلة والبؤس عنتر

واشتكى شاعرٌ من الفقر وضيق ذات اليد  لأحد أصدقاءه فأنشده مواسيًا :

هون عليك وجفف دمعك الغالي … لايجمع الله بين الشعر والمالِ

وكتب توفيق الحكيم: ( نحن الأدباء كالعناكب ، ننسج في الظلام ونعيش في الجدب والحرمان ) ، ولما قيل له إن لاعب كرة يتقاضى مليون جنيه كسر قلمه وقال : انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم !

إبراهيم الهلالي

>

شاهد أيضاً

الكتاب بين الورقي والتكنولوجيا

بقلم / أحلام الشهراني سيدي سيدتي في ظل هذا التطور التقني والانفتاح الثقافي الذي نعيشه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com