التعالي والتفاخر بزيادة الأموال والسخرية من الغير

السخرية واحتقار الغير إنما هو الكبر وهو من اعظم خصال الشر ،ومايؤلمنا كمسلمين نعرف ان هذه الظاهرة محرمة كما قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ )يتفاخرون بما عندهم من القصور والاثاث وحتى ما يلبسونه من ملابس ومجوهرات ومن مظاهر التفاخر اتذكر في مناسبة ما حضرتها احدى الحاضرات تقوم باستعراض صور في هاتفها اثاث بيتها وهي تقول هذا الكنب كلفني سبعين الف ريال والستارة الواحدة عشرة آلاف ريال . مع ان بعض الأشخاص يصلون الفروض ويصومون رمضان وكذلك يصومون التطوع (الخميس والاثنين )من كل اسبًوع ايضا يصومون ايام البيض من كل شهر وهم يعلمون تماما ان ظاهرة التفاخر محرمة ، وفي يوم من الأيام حدثتني جارتي عن موقف لها وهي ارمله لا معين لها على هذه الحياة حيث تقول غيرت اثاث منزلي حسب استطاعتي واستدعيت جارة لي لزيارتي ،ولكن فاجأتني هذه الجارة بالسخرية من الاثاث حيث انها من الطبقة الثرية قائلة انه من النوع الرخيص والرديئ حز في نفسي ما قالته ، ايضا من مظاهر الغرور ان رجلا زوجته استدعت امرأة فقيرة في بيتها فقال لها زوجها اختاري أرخص الفناجين للقهوة كذلك استقبليها في الملحق مما اثار غضب الزوجه فلم تسمع ما قال بل قدمت احسن ماعندها لضيافتها ، من هذا المنطلق نتطرق الى قصة الرجلان في سورة الكهف كما قال تعالى (فقال لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا) (آيه34). فضرب الله سبحانه وتعالى ذلك المثل ليبين فيه بانه لا اعتبار بالغنى المؤقت وانه سوف يذهب سدى ،هذه القصة حدثت حيث افتخر بعض الكافرين باموالهم وأنصارهم على فقراء المسلمين . ومن المظاهر المخيفة هوس بعض الفتيات وبعض النساء بالماركات العالميه ،ياترى هل هذا يعتبر من التقدم والحضارة التي تطمح لها هؤلاء الفتيات والنساء ، او ليقول الناس إنهن ذويقات ويقتنين ماركات بأغلى الأسعار ،وفي الحقيقة عكس ذلك ان بعض الماركات رديئة الصنع ،تصنع من مواد قليلة الجوده مجرد تمويه وأنها عالية الجودة والعكس صحيح ،ومن المنظور العلمي ان هؤلاء الفتيات والنساء فيهن نقص يردن تعويضه في شراء حاجياتهن بأعلى الأسعار وهذا يدل على الغرور والتكبر ،مع انه هناك بديل اجود في الصناعه وألخامه حيث تصنع من الجلد الأصلي وأحسن الموديلات العصرية وتعمر كثيرا اجمل واستخدام أطول ، وأخيراارجو ممن يحس بالنقص ان يتجه الى الله ويزن الامور بحكمه وان يترك التفاهات ويتصرف بعقلانية .
بقلم : أ. نوره السماعيل

>

شاهد أيضاً

مواقع التواصل الاجتماعي ومراقبة من يستغلها للإساءة سهلة وفق الأنظمة

عبدالله سعيد الغامدي. في وقتنا الحاضر ومع تنوع منصات التواصل الاجتماعي كثر من يقومون بعمل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com