الجسور بين الأجيال

إن الواقع المرير الذي نعيشه هذه الأيام وهو أن كل إنسان استغنى بنفسه عن غيره فأصبح الواحد منا يعيش حاله الذي يريد دون أن يلتفت أو ينظر الى من خلفه من الأجيال التي تريد ان تقتبس منه شيئا .
إن هناك جسرا ينبغي أن يبنى بين جيل دعني أسميهم بجيل ( المتمرس) اَي المتمرس بامور الحياة وأصبح عنده دراية بها وخبرة ومعرفة الطالح فيها من الصالح وبين الجيل الصاعد الناشيء الذي يتوقد نشاطا وحيوية ينبغي ان يبنى وتوطد العلاقة بينهما .
لكن للأسف الذي نلاحظه أن هناك نفورا بينهما فتجد الشاب بعيدا كل البعد عن من يكبرونه في السن .
حقا إنه واقع مرير يتحمل مسؤوليته الطرفان الآباء والأبناء ..
حيث أن الآباء ينظرون إلى الأبناء على أنهم جيل منفلت ويعيش بلا مبادئ ونسوا أن الحال تتغير من زمن لزمن .

والأبناء ينظرون للآباء على أنهم جيل ذهب زمنه ومازال يعيش في الماضي مع تغير الحال ونسوا أن هناك مشتركات لا تتغير بتغير الزمن كان على الأبناء الاستفادة فيها من الآباء .
قال لي والدي حفظه الله يسوق لي قصة رجل عندنا في القرية وانه كان يأتي إلى جدي رحمه الله شبه يومي يجلس عنده ويسأله عن عن كل شيء يدور في القريه فمرت السنين بعد أن مات جدي فأصبح أهل القرية يأتون إلى هذا الرجل ليحكم بينهم أن حصلت بينهم منازعات على حدود أو يسألونه عن رجال القرية مثلا . فصار المرجع لأهل القرية وكل هذا بفضل جلوسه مع من هو أكبر منه وسؤالهم .
إن الواجب على الآباء أن يجلسوا مع ابنائهم وأن يمدوا بينهم جسرا يعبرون منه في أمور حياتهم فالأجيال تتعاقب يذهب جيل ويأتي جيل بعده .

الكاتب / عبدالله علي مانع>

شاهد أيضاً

جمعية الثقافة والفنون ببيشة تحتفي باليوم العالمي للمسرح

صحيفة عسير – هياء آل ظافر : احتفلت جمعية الثقافة والفنون بمحافظة بيشة باليوم العالمي …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com