تشخص واقع التدريب والتنمية البشرية

من خلال مشوار تجاوز الخمسة عشر سنة في مجال التدريب التربويِّ،يمكن تشخص واقع التدريب والتنمية البشرية الحالي بالنقاط التالية :
١- التذمر من مخرجات التدريب مستمرٌ دون البحث – الحقيقي الجاد – عن أسباب ضعف مخرجات التدريب، بحثٌ من أجل وضع الحلول الناجعة لذلك، لا من أجل سرد توصيات نهاية مؤتمر عن التدريب، توصيات يعلوها الغبار بعد تفرق المؤتمرين، ولم يستفد منها التدريب إلا أنها شاركته في تلك الميزانية الضخمة التي رصدتها الدولة له !!
 فالتدريب في المملكة العربية السعودية تحديدًا، وفي دول الخليج بشكل عام ترصد له الأموال الضخمة من الميزانية. لكن مخرجات التدريب لا تستحق تلك الأموال.
 ٢- ينبغي إعادة النظر في السياسات التي وضعت للتدريب، وأنْ تكون الرؤية واضحة في ماذا نريد من عملية التدريب؟.
فالملاحظ  أنَّ كل جهة لها مركز تدريب ومدربون، فالتعليم لهم تدريب والصحة لها تدريب والمؤسسة العامة لهم تدريب وهكذا. لكن ليس لهم مرجعية واحدة ينطلقون منها ويعودون إليها!! نحتاج إلى تشكيل مجلس أعلى للتدريب، بل إلى “وزارة التدريب” مسؤولة عن وضع المعايير المهنية المناسبة لكل مجال تدريبيًّ وهي الجهة المانحة لرخصة مزولة التدريب بجميع فئاتها من مساعد مدرب، ومدرب، وكبير مدربين، ومدرب محترف …
٣- ينبغي أنْ يدرك القطاع الحكومي والقطاع الخاص أنَّ التدريب أصبح صناعة لها مقومات من معايير جودة ووسائل تحديد الاحتياجات التدريبية ومن أساليب علمية لتحديد العائد وحساب التكاليف العائدة من التدريب… كما ينبغي أنْ تغير هذه القطاعات – حكومية وخاصة – فلسفتها بأنها تدرب للتوظيف فقط، لأنها فلسفة خاطئة، فالتدريب يجب أنْ يكون للحياة وللتميز وللمنافسة وللجودة وليس للتوظيف أو لسد احتياجات  ومتطلبات العمل فقط.
 بقلم : د . محمد بن سلطان السلطان 
مدير وحدة تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها 
ومشرف تدريب تربوي بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة القصيم. ( سابقًا ).
 

>

شاهد أيضاً

أسرة ال دليم مدرسة في الحكمة والحنكة

  بقلم أ/ خالد بن حريش ال جربوع في ليلة جمعت بين الحكمة والحنكة وبين …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com