وصل معاليه

الدكتور صالح الحمادي

وصل ” معالي المطر” بدون بشت، وبدون موكب، وبدون شنة ورنة ، أتى معاليه كعادته في حلته البهية ووسائله وتقنياته ليكشف ثقوب وعيوب مشاريعنا ، وليقدم تقرير للمسئول صادق وأمين ونزيه.
في كل موسم يصل القلق والارتباك ذروته عند الوزارات الخدمية فيما يصل الترقب عند المواطنين مداه تأهبا للزائر الكريم ” معالي المطر” ليتحدث بالنيابة عنهم بعد ما بح صوتهم وهم يشتكون لطوب الأرض من تقصير الرقابة على تنفيذ المشاريع الخدمية، وسوء التنفيذ، وسلق بيض بعضها، وتعثر البعض الأخر.
” معالي المطر” أفضل من يسلط مجهر التعرية على جسد المشاريع المهترئة، المنجز منها والمتعثر، فهو لا يكلف فروع الوزارات الخدمية مفطحات وولائم المندي والحنيذ بل يساهم في وقف مظاهر المجاهرة، ويوقف نزيف الهدر في الأكلات الشعبية للوزير وحاشيته التي تتنقل سياحيا في أرجاء الوطن سنويا بشكل مبالغ فيه في زيارات ميدانية مستنسخة منذ أربعة عقود ونيف بنفس الآلية ونفس التصريحات ، ونفس الهيلمان.
” معالي المطر” يطل برأ س عدالته على كل مدينة سعودية ليكشف عيوب مشاريع وزاراتنا الخدمية، وسوء المتابعة والرقابة ، وغطرسة موت الضمير، وسوء خلق الأليات والمعدات الصامتة، أما زيارته السنوية لمدينة المدائن ” أبها” عاصمة السياحة العربية 2017 وعاصمة السياحة السعودية في العقود الأخيرة بعد تواري الطائف المأنوس وسحب البساط من تحتها فقد قال “معالي المطر” كلمته وأسمع برعوده وبروقه القاصي والداني، وشنف بتوتته الموسمية إذن من به صممُ.
” معالي المطر”.. مر على طريق السودة السياحي الذي يعاني من نكران الذات، ومن تجميد الحظوظ أكثر من أربعين عاما، حتى في ذروة الطفرة تجاهلوه ليأتي المشروع المزدوج بولادة قيصرية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من سمعة ومكانة وهيبة الإنسان والمكان فكشف ” معالي المطر” عيوب الجزئيات البسيطة التي تم تنفيذها، واجبر الناس على الحيطة والحذر من أول رشة ، وأستمر هذا الطريق في التواري خجلا من زوار عسير كأطول معانة طريق سياحي سعودي، وأضيق طريق لخارطة الحياة إلى حين.
” معالي المطر” مر على بعض الانفاق والجسور ووضع بصمة العتاب، وكتب ملاحظات شديدة اللهجة اكثرها وجعا في نفق ” الغروي ” الذي ينتظر زيارة نائب أمارة عسير الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز ليحصل على صورة واقعية من تقرير ” معالي المطر” ويقدمها لأمير المنطقة ففي هذا التقرير بعض النقاط على حروف واقع حال مشاريع منطقة عسير التي تغرق في “شبر ماء” وتهتز من أول زيارة لـ ” معالي المطر”.
” معالي المطر” يقرر الزيارة التفتيشية المباغتة في الفجر، ومنتصف الليل، وأخر وأول النهار، وبدون مقدمات وبدون استئذان من أحد ويتنقل بين عشية وضحاها من الشواطئ للصحاري أعالي الجبال، هذه الزيارات المباغتة التي لا يسبقها تنسيق ولا إعلان ولا مواعيد عن وصول معاليه تحقق الهدف الرئيسي من الزيارات الميدانية أفضل ألف مرة من زيارات التسمين الميدانية لأصحاب المعالي وحاشيتهم الموقرة.
مشاريع خذني جيتك المتناثرة بين سراة عسير وتهامة ترتبك، وتصاب في مقتل من أي مرور لـ “معالي المطر” أما بقية مشاريع الطرق وخدمات وزارة الشئون البلدية والقروية فحدث ولا حرج….. إنها ” تختلع ” من الفية فكيف حالها عند وصول ” معالي المطر” ؟.

” معالي المطر” مر معاتبا لمن اغتال وادي أبها وحوله من واد يسر الناظرين إلى قبوا يشوه الخضرة والماء ووجه أبها الحسن.>

شاهد أيضاً

أعزي كشافتنا العربية بفقدان القائد الرائد محمد الجراية

بقلم/ مبارك بن عوض الدوسري تتعذر الكلمات وتتبعثر الأفكار عندما يريد المرء التحدث في المناسبات …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com