قدوة عسير

 

الدكتور صالح بن ناصر الحمادي 

 

الدنيا بكل بهرجتها ، وبكل كبريائها تذوب في دهاليز الليالي والأيام، والإنسان فيها مجرد “عابر سبيل”، وهي دار ممرٌّ لا مَقرّ، ومجرد مزرعة للآخرة، الناس فيها في سباق زمني لاغتنامها في الخير والصدق والنزاهة والتقوى ، وهذا ما فعله “قدوة عسير” الشيخ عبد الله بن حامد شيخ قبائل علكم طوال مشواره مع هذه الحياة، حيث طرحها وراء ظهره واكتفى منها بالقليل، وتعامل معها كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها، اعتبر الناس راس مال ، واستمتع بوقته لتحقيق غاياته، ورسم منهج إنسانيته من خلال قبيلته، ومحيط عمله الرسمي، ومعارفه، ومحبيه.

“قدوة عسير” أخذ بشعلة الأدب والتواضع لينير منعطف الليالي والأيام، بوعورتها ومشقتها، فأنار طريق الحياة بيسر وسهولة، ودون مشقة، وفرض نفسه على كلّ من عرفه بلغة بسيطة صادقة دلف بها القلوب فطوعها كيف يشاء، هذب في المحيطين به حُسن الخلق ، وزرع فيهم القيم ، دون تكلف ، أو تصنع ، فتفوقت مخرجات عطائه على أعتى مدارس الحياة.

كان ولا زال “قدوة عسير” متلقي وملقي في صياغة أساليب العمل والتعامل مع مفردات الحياة، فهو ترمو متر تلاحم القبيلة، وهو الذي طوع قناعات وتقدير الأخرين له بكل أدوات الإبداع ، وهو الأول في الاصطفاف ، والأول في الكلام الهادئ الوقور، وهو الأول في جمال الصمت ، لأنه “قدوة عسير”

يتقدم المشايخ والنواب والأعيان، في كل المحافل، وكل المناسبات لأنه “قدوة عسير”

يثمن عطائه ولاة الأمر ويضعونه في المنزلة الرفيعة التي يستحقها لأنه “قدوة عسير”

يحب ويقدر الصغير والكبير فوضعوه رمز لهم وقدوة ونبراس لأنه “قدوة عسير”

أثنى عليه القضاة والحكماء والأدباء، والمسئولين ، ومدحه الشعراء لأنه “قدوة عسير”

إذا تكلم انصت له الجميع، وإذا نشبت وتشربكت الآراء كان رأيه المتزن يتصف بالحكمة وثمرة العقل والمنطق الأقرب للعدل والانصاف، فيتفق الكل على ما ذهب إليه لأنه “قدوة عسير”

يقول صفوة البشر صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضوان الله عليهم “أنزلوا الناس منازلهم” لذا وقفت عسير على قدميها احتفاء بالشيخ الوقور عبد الله بن حامد في ليلة الوفاء التي رسمها أبناء قبيلة علكم مساء السبت 5 محرم 1440 بقاعة الربيع لأنه “قدوة عسير”.

في ليلة التكريم احتفى به الجميع وأنزلوه في المنزلة التي يستحقها، احتفوا به بالكلمات الخطابية الصادقة، والمفردات الشعرية المعبرة، والهدايا التذكارية للشيخ الحكيم الذي علمنا الوفاء، وأنار دروبنا بحكمته وتواضعه ، وضعناه في قلوبنا وجعلناه ملئ السمع والبصر لأنه “قدوة عسير”.

شكرا لقبيلة علكم شيبها وشبانها “وفاء” … شكرا لكل من نظم، وكل من حضر، وكل من ساهم بمشاعره وأحاسيسه ، شكرا قدوة عسير فقد اعدت لنا شريط الزمن الجميل، برونقه ونقائه، شكرا يا قدوة عسير( يا خوط البياضي ما يقطف إلا يوم جمعة وعيدِ) .

 >

شاهد أيضاً

الكتاب بين الورقي والتكنولوجيا

بقلم / أحلام الشهراني سيدي سيدتي في ظل هذا التطور التقني والانفتاح الثقافي الذي نعيشه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com