روزنامة الترفيه

تواجه «هيئة الترفيه» حالة عدم رضا شعبي واقتناعاً متذبذباً من بعض أفراد المجتمع الذين يتفاعلون مع كل حدث تكون «الهيئة» ضلعاً ثابتاً به أو مسهم فيه أيا كان نوع الإسهام، أصابع النقد باتت ترتفع تجاهها ولعل البرنامج الذي قدمته قبل بضعة أيام واحتوى روزنامة أفكارها وأعمالها القادمة لم يعجب الذين لا يعجبهم شيء، وإن كان البرنامج – برأيي- حوى تغييراً وتحولاً ممتازاً بالمقارنة مع عمر «الهيئة» وما هو مطلوب منها، ستعيش «الهيئة» مع العمل الجديد وجدولها المزدحم والمتنوع وسط أجواء من السخونة والعراك والتفاعل، وسيظل معها المجتمع رقيباً ومتابعاً دقيقاً وراغباً في تصعيد أي ملف لا يجوز له أو يقرأه بشك من زواياه المتعددة.

أردد وأكتب مرة أخرى أن «الهيئة» ستعاني كثيراً، فهي تحاول الدمج بين رغبات متنوعة ومتناقضة ولن أسرد قصصاً للتناقضات الاجتماعية التي نطالعها يوماً بعد يوم، إلا أنه قد يأتي يوم للعبور والمرور عليها، «هيئة الترفيه» لديها قائمة كبيرة من الأفكار والمطالب وتريد أن تحقق ما يمكن تحقيقه بالتوازن والتوازي، وسيرها هذا لن يكون في وقت قصير ومن دون رتوش أو طوابير من الشكوك وكتل من الحملات المستمرة، ومن المؤكد أن الطريق معرض لجملة من الأخطاء والتجارب غير الناضجة أو الصالحة للتطبيق على الأقل في الوقت الحالي، وربما تكون مناسبة في وقت قادم، فضلاً عن ضريبة زراعة الثقة في أشخاص قد لا يكونوا أهلاً لها أو لا يجيدون قراءة المجتمع بذكاء ودقة.

الوعي المجتمعي بالترفيه ليس مكتملاً ولن يكون مكتملاً في وقت قريب، والخبرة التي تتمتع بها «هيئة الترفيه» في النزول بخطة عمل صريحة واضحة ووسطية ليست خبرة كافية أيضاً، الازدواجية ما بين هاتين المساحتين هي من يخلق الاحتقان الشعبي وربط أي خطأ يحدث في الخريطة على اعتبار أنه من صناعة «الهيئة» وعلى يدها وأثر أفعالها، حراك وسائل التواصل يؤكد أن قضية الترفيه لا تزال في خانة الحرام لأفراد يملؤهم الشك والخوف أكثر من أي شيء آخر، وثقافة الوصاية على الناس وهوايتهم ورغباتهم وأمزجتهم هي ثقافة متواصلة، وقد نجد أيضاً من يوزع الشتائم والتهم والتصنيفات بالمجان فيما هو عاجز عن تقديم سلوك شخصي محترم، ونجد للأسف أيضاً من يمارس أخطاءً بالجملة لكنه يتصدى لكل ملفات المجتمع مدافعاً بالنيابة وهو – مع بالغ الأسف – عاجز عن علاج أخطائه وتجاوزاته وفك الآخرين من شر ما يقول ويفعل.

ستظل «هيئة الترفيه» وجبة اجتماعية ساخنة وسيربط كل شأن له علاقة بالترفيه بها، ولذا عليها أن تعد جيداً وتفكر بهدوء قبل المضي في أي مشروع وخطوة عمل وتؤمن أن التحديات والصراعات قدرها ولو في السنوات الأولى من العمل والأمل، وعليها في الوقت ذاته أن تكون متأهبة لحظة بلحظة لتوضيح اللبس المستمر أو الاعتراف بالخطأ والتقصير والإهمال إن كان له حيز ومكان، فالسكوت لا يحل شيئاً والصمت يغلف موقفها بالإرباك والارتباك.

علي القاسمي>

شاهد أيضاً

 (نبض عسير (٦٢٩) الذاكرة الابهاوية بين الماضي والحاضر وعالمية المُستقبل)

بقلم/ بندر بن عبدالله بن احمد ال مفرح ✍️من لايشكُر الناس لايشكُر الله في البداية …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com