(عيب)

ارتفاع منسوب المعرفة الناتج عن تلاقح الثقافات يتجلى في مشهد واضح للجميع.. نتج عنه هجين لجيل مثقف جميل وجيل مثقف أيضا لكن بلاحدود خلقية أو دينية.. وبطبيعة الحال الجانب الإيجابي والسلبي خطان متوازيان في كل أمر.. لذلك كان القرآن والسنة والموروث الثقافي ممثلا بالعادات والتقاليد هي إطار العاقل في تنقية كل فكرة، وأن تضبط قنوات العلوم والمعرفة شئ ليس بالهين ويحتاج إلى وعي وحصانة فكرية قبل أن تتوغل فيها فالانفتاح الإعلامي عبر مواقع التواصل الاجتماعي فتحت المجال للغث والسمين وفرضت آراء الأحاد النابية على الأكثرية الغالبة.. مما جعل العاقل يقع في حيرة إن لم يجد منفذ يأخذ بيده لمصادر تشريع ثابتة يهتدي بقوانينها وتحكم مسارات حياته..ولأننا لا نختلف على مصادر التشريع الرئيسية ممثلة بالقرآن والسنة فنحن أمة فيها الخير حتى قيام الساعة .. فالخلل إذن في غياب كلمة (عيب )عن بيوتنا وشوارعنا .. وعودة لذي بدء فالعرف والتقاليد تعتبر مصدر نحتكم إليه عندما نرى فتاة تعلو على كتف أحدهم.. وعندما يعلو صوتها ويجلجل في الأسواق.. وعندما تميع الرجولة وتنصهر في ملابس ضيقة وبعض المساحيق..وعندما تفرض على من جوارك موسيقاك..وعندما تطيل الفتاة النظر في الرجال العابرين..وعندما نتنمر على الآخرين من خلف الشاشات..وعندما نعادي من يختلف معنا في الرأي.. إلى غير ذلك..وكنتيجة عادلة لغياب الضابط الاجتماعي -(عيب)- كان لابد من بديل ألا وهو فرض الأخلاق التجارية بدفع رسوم لكل من يتهاون في الحقوق العامة، وستطول قائمة الرسوم لحالات الانتهاك الأخلاقي .. مالم تعود كلمة عيب لتعمل (cut) من داخل كل فرد تساهل بالأخلاق فتضبط المشهد وتكتمل لوحة المجتمع المتحضر.

بقلم أ / عبيرالصقر>

شاهد أيضاً

الكتب السماوية

بقلم / سميه محمد الكتب السماوية هي التي أنزلها الله من فوق سبع سموات على …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com