أبناؤنا والإجازة…

تأتي الإجازات الصيفية بعد سلسلة من المتاعب والضغوط التي يتعرض لها الطلاب طوال العام الدراسي، مروراً بالامتحانات وما تفرضه من أجواء من التوتر والانزعاج، وما إن ينتهي «ماراثون» الامتحانات حتى تختفي أيام الدراسة والاستذكار ومعها الكتب والمذكرات لتبدأ فترة الإجازة الصيفية، ومعها الراحة والهوايات والنشاطات الخاصة، وتحل الكتب الدينية والثقافية بدلاً من الكتب الدراسية، فتمثل أشهر الصيف القليلة متنفساً مهماً للشباب والأسرة لاستعادة النشاط الذي استهلكته الشهور الدراسية الطويلة وضغوط الامتحانات العصيبة.

ويعتقد الطلبة والطالبات أنه بمجرد أن تنتهي فترة الدراسة والامتحانات فإنه لايوجد أي داعٍ للاستمرار في إدارة الوقت، وأن فترة الإجازة والصيف هي الفترة المثالية للإحساس بالفوضى، وعدم النظام بعد جدول تنظيم الوقت الصارم الذي كانوا يسيرون عليه في فترة المذاكرة والامتحانات لتحقيق النجاح المنشود، ولكن هذا الاعتقاد ليس فقط خاطئا وحسب بل في منتهى الخطورة، حيث إن فترة الإجازة هي كنز حقيقي إذا أحسن استغلال الوقت فيه فإنها من الممكن أن تحول حياة هؤلاء الشباب بشكل جذري.

ومع بدء إجازة الصيف لهذا العام نتطلع لدور فاعل من الجهات الحكومية المختصة ومن القطاع الخاص في استثمار أوقات أبنائنا بالمفيد واعتبار ذلك جزءاً من المسؤولية الاجتماعية لهذه الجهات إلى جانب أنه يوفر عوائد اقتصادية مجزية في حال أسست لهذه البرامج مراكز دائمة يستفيد منها الشباب في أوقات فراغهم وتحفظهم من مزالق الشر وتنمي فيهم ملكة الابداع والمشاركة وتطوير الذات وتحقق رغباتهم واحتياجاتهم المتنوعة.

الشباب.. ثروة الوطن وأمله في مستقبل مشرق مزدهر وطاقات يجب توجيهها في الإجازة الصيفية وإرشادهم إلى أفضل وأنسب الطرق لاستثمار أوقاتهم وطاقاتهم التي تعول عليها البلاد كثيراً للنهوض بمستقبلها، واحتلال الصدارة بين الدول علمياً واقتصادياً وتجارياً، وعلى الهيئات العلمية والأكاديمية توفير الدورات التدريبية التي تصقل مهارات الشباب ، وتنمي قدراتهم الشخصية، وعلى الأهل ألا يغفلوا عن أبنائهم في العطلة الصيفية، وألا يقل اهتمامهم وحرصهم خلال الصيف عنه في أيام الدراسة ، فمن يرغب في مستقبل أفضل عليه بذل المزيد والمزيد من الجهود.

أعزائي؛ حاولوا أن تستغلوا كل ثانية في وقت الإجازة ، فالدقيقة التي تمر لا تعود أبدا ولاتقدر بثمن.

بقلم :

                علي حسن الشديدي

مشرف اللغة العربية بتعليم رجال ألمع ومدير التحرير بالصحيفة

>

شاهد أيضاً

وجودهم عسير على عسير ! الأستاذ: عبدالله الألمعي

  وجودهم عسير على عسير! تصاعدت جرائم هؤلاء المجهولين بدءًا من حرائق السودة ثم تنومة …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com