“جاية” من أبها !

 

 


لم يمنع موقع منطقة عسير جنوب غرب المملكة وعاصمتها أبها، أن تكون سباقة في مبادرات تحولت من المحلية الوطنية إلى القطرية الإقليمية ، فلم يعد القط العسيري – مثلاً – الذي ارتبط بأبها ويعني : تلك الزخارف والرسومات الفنية على جدران البيوت، حصرياً على أبها، فقد حققت السياحة السعودية، إنجازاً عالمياً بتسجيل فن “‫القط العسيري” ضمن القائمة التمثيلية للتراث غير المادي، لدى منظمة اليونسكو والمهتمة بالثقافة والتراث العالمي.. وقد شوهد القط العسيري في باكستان … وغيرها.
ومثله الثوب العسيري : والذي يصنع من المخمل (القطيفة) ويطرز بخيوط متناسقة الألوان، خرج الثوب العسيري إلى لندن وباريس، كنوع من الجمال التقليدي الأصيل.
ولأن الله حبا أبها جواً رائعاً فقد كانت منطقة عسير كتيب التشغيل للسياحة ، إذ تم إنشاء أول منتزه وطني للمملكة في منطقة عسير،عام 1400 هـ، ويغطي مساحة قدرها 45000 هكتاراً وبلغت تكلفة إنشائه حوالي 60 مليون.
وأنشئت في عام 1406هـ، تقريباً أول لجنة لتنشيط السياحة في عسير ، ومنها بقية المدن، ثم تطورت معطيات المنطقة فاختيرت مدينة أبها عاصمة للسياحة العربية 1438هـ.
وقد وفقت السياحة في أبها في إطلاق العربات المعلقة ” التلفريك ” ومن خلال ذلك قامت فكرة الطيران الشراعي، ومن أبها استمدت بعض المدن الفكرة.
وجاءت أبها أول مدينة في المملكة العربية السعودية تربط مدينتين بطريق مضاء بأعمدة الكهرباء بالكامل ( كان بين أبها والخميس ).
وجاءت فكرة الحزام الدائري في باقي مدن المللكة من خلال أبها.
وقد كان وراء هذه المشاريع بلدية أبها التي تأسست عام 1385هـ ، حيث تعد من أقدم البلديات على مستوى المملكة.
وعلى المستوى الرياضي تصدر نادي “الوديعة” حيئذ بطولة الدراجات على مستوى المملكة ودول الجوار، في بضع سنين .
وفي الشأن الصحفي تأسست صحيفة الوطن ، وهي أول صحيفة يومية محلية تقوم على دراسة علميه متكاملة وأول صحيفة في المنطقة العربية وضعت لها دراسة علمية سابقه, ودراسة شاملة بواسطة 40 باحثا.
وفي الشأن الثقافي حصد نادي أبها الأدبي جوائز مكررة كل عام ، حتى قال الأمير فيصل بن فهد إذا لم يكن منافس لنادي أبها فتلغ المسابقة.
وعن كرم ابن المنطقة لاتسل! وهو يبتدئك بمرحباً ألف ،وفي الشأن الغذائي، تصدرت المأكولات الشعبية قائمة المفضلة،وأصبحت ترسل جواً عند الحاجة.
ومن المبادرات النوعية،المطعم الدوار في فندق السلام ثاني مطعم في المملكة ، بعد مطعم برج المياه بالخرج 1406هـ والمطعم الطيارة” تحت الإنشاء”…
هذه أمثلة يقاس عليها في سبق قدم منطقة عسير = “أبها” في المبادرات .
وإن من يتصل بالوزارات سيرى أن بصمة التجديد والابتكارات ، مصدرها.. فروعها في عسير، وسيرى أن عسير لا تأتِ إلا بخير… وفي كل خير .

د. علي يحيى السرحاني
جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز
للعلوم الصحية – الرياض>

شاهد أيضاً

رحل عامر المساجد

بقلم/ عوض عبدالله البسامي مات الهدوء ومات اللين والحلم وغربت التؤدة والأناة مات الشيخ الوقور …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com