الجدالَ الجدالَ

الجدال هو المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة، وأصله من جدلت الحبل، أي: أحكمت فتله ومنه: الجدال، فكأن المْتَجَادِلَين يفتل كل واحد الآخر عن رأيه. وقيل: الأصل في الجدال: الصراع وإسقاط الإنسان صاحبه على الجدالة، وهي الأرض الصلبة.
ومنه محمود ممدوح: لتثبيت الحق ودحض الشبهات، كجدال ابن عباس رضي الله عنه للخوارج.
ومنه المذموم: يؤدي إلى الكفر فالنار …كجدال النمرود لإبراهيم عليه السلام .
والجدال مكون أساسي في طبيعة الإنسان على الرغم من وضوح الطريق، قال الله تعالى : وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا
ومن الخير ترك الجدال المفضي إلى جفوه وفجوه، قال أبو ذر رضي الله عنه قال: (من استحقاق حقيقة الإيمان ترك المراء، والمرء صادق )
وقد حذرت دواوين السنة من مغبة المراء والجدال ، فهو يقسي القلوب ، ويؤرث الضغائن. والأليق بالعاقل أن ينسحب من الجدل العقيم، وإن كان محقاً، قال أحدهم: (من استحقاق حقيقة الإيمان ترك المراء، والمرء صادق )… والأصل في الجدال استصحاب الدليل ، ولو كان ضدك، إظهاراً للحق ، قال الشافعي رضي الله عنه: ماناظرت أحداً قط فأحببت أن يخطىء. وقال: ما كلمت أحداً قط إلا احببت أن يوفق ويسدد ويعان ويكون عليه رعاية من الله تعالي وحفظ، وما كلمت أحداً قط وأنا لم أبال أن يبين الله الحق علي لساني أو علي لسانه.
وعلى المرء تجنب جدال السفهاء والحمقى … وقد قيل: لا تُجادل الأحمق فقد يُخطِئُ الناسُ في التفريقِ بينكُما .
ولأننا نعيش في أيام الحج ، وهو مظنة المغفرة ، فحرى بالحاج تجنب الجدال قال تعالى الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ…” والمراد به صريح السباب…وهو قول قتادة.

د .علي يحيى السرحاني
بكة – المعظمة .
‏google.net2@hotmail.com>

شاهد أيضاً

رحل عامر المساجد

بقلم/ عوض عبدالله البسامي مات الهدوء ومات اللين والحلم وغربت التؤدة والأناة مات الشيخ الوقور …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com