أبناؤنا والحلم المفقود


قصة مقالنا تتمحور حول طالب أرهق أسرته وسهر ليله وأتعب نفسه مابين مذاكرة للثانوية العامة واستعداده لاختبار القدرات ومابين دخوله لدورات مكثفة ومكلفة للاختبارات التحصيلية مضيفا لأسرته عبئا كبيرا من المصاريف المادية والقلق النفسي والجهد البدني متفائلين بمستقبل زاهر لذلك الإبن أو الفتاة في مواصلته للدراسة الجامعية في كلية طبية أوهندسية بعد حصوله على معدل عالي في الثانوية العامة ودرجات عالية في اختبار القدرات العامة والاختبار التحصيلي وبعد هذا المشوار المضني وإذا بمن كان الأمل فيه بعد الله يقف سدا منيعا أمامه ويغلق أبواب الطموح في وجهه لتقوم جامعاتنا الموقرة بتحويل قبوله إلى كلية أدبية أو شرعية أو إدارية لم يتوقعها بل قد يكون قبوله في السنة التحضيرية ليناضل من جديد ليحصل على معدل لايقل عن جيد جدا في السنة الأولى راغبا في تحقيق الطموح المفقود عند التقديم ولكن بعد السنة التحضيرية وإذا بالتخصص المطلوب غير مطروح ضمن الاختيارات أو موجود ولكن تم قبوله على الرغبة الخامسة أو السادسة متجاهلين تلك الدرجات العالية والجهد المبذول لتضيع سنوات طويلة قضاها في جد واجتهاد وليس التعب على الطالب وحده وإنما على أسرته وحكومته التي تحملت عنه الكثير من المصاريف ووفرة له وسائل الدراسة وطرقها بسبب تنظيم قد يظن واضع القرار بأنه يواكب مسيرة البلاد وأهدافها وهو في الحقيقة يخالف ذلك ويحرم الوطن من عقليات ناضجة وأصحاب هِمم تعانق السماء وعلم ينافس به العلماء خدمة للدين والمليك والوطن في ظل رؤية جديدة تعتمد على جهود أبناء الوطن ومخرجات التعليم المواكبة لسوق العمل لنجد من صاحب ذلك الطموح مبدعا في مجال تخصصه الذي يعشقه من سنين طفولة لتكون بلادنا في مصاف الدول المتقدمة نتيجة تحقيق هدفه المنشود مع أملي في مدراء الجامعات بأن يجعلوا تحقيق رغبات أبناء وبنات الوطن نصب أعينهم وخاصة المتفوقين منهم ومحاولة تحقيق رغباتهم بكل ما يستطيعون حتى لانفقد الأمل في شباب سيكون عمادا للبلاد في المستقل القريب في ظل توجيهات القيادة الحكيمة ورؤيتها الجديدة .

‏بقلم – خالد آل جربوع>

شاهد أيضاً

الكتاب بين الورقي والتكنولوجيا

بقلم / أحلام الشهراني سيدي سيدتي في ظل هذا التطور التقني والانفتاح الثقافي الذي نعيشه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com