عسير صحيفة عسير الإلكترونية
عندما سقى سيدنا موسى عليه السلام للمرأتين ماشيتهما استظل تحت شجره وقال: رب أني لما أنزلت إلي من خير فقير.
لم يطلب العطاء من غير الله. فأواه الله عند ابيهما ثم رزقه بأحداهن زوجه وكلكم تعرفون القصه…!!!!
أتاني صبيحة أمس الأحد احد الزملاء من موظفي الادارة التي نعمل بها سويآ وهو متضجرآ يشتكي من كثرة المهام الموكلة له نظير وظيفته التي يراها متواضعه أمام المهام الموكلة له لم يقف طلبه هناك فحسب بل رمى عقاله بين يدي بأن أسعى بمساعدته ليعفى من تلك المهام ويتولى مسؤليات أقل شأنآ ومسؤوليه…!!!!
حاولت مقابلته بأبتسامه وطلبت إغلاق باب مكتبنا لنتحدث بشكل واقعي وأخوي وبدأت في محاولة مني أن انقله لشيء من الفكاهة والحديث بعيدآ عن الموضوع رغبتآ أن يتمكن من إفراغ تلك الشحنات والتذمرات السلبيه التي رأيتها من خلال عصبيته وعينيه التي لم تستقر حينها…!!!
بعد محاولة التمهيد عدنا للموضوع الذي أتى من أجله ولكن حديثه أصبح الطف من ذي قبل وبأفكار مغايره للعصبيه.
وأوضح بانه يقوم بأعمال كثيره تتطلب منه الجهد والوقت الذي لا يمكن تغطيتها بشكل مرضي خلال الدوام الرسمي..!!!
حينها عرفت مقصده وهو محق في بعض الجوانب وقلت له ثق اننا مقدرين كل ما تقوم به من جهود وهي منقوله بدورنا لرأس الهرم وبأذن الله ستنال أثرآ ايجابيآ لقاء ذلك..
فقال نحن ننتظر تلك المواعيد منذ زمن ولم يتحقق منها الا القليل. مضيفآ انه لم يشعر احد بجهوده فقلت له.
اذآ … فأعلم ان الله يرى ويعلم وهو خير من يقدر جهودك…
ثم نقلت له قصة زميلي البحريني الذي التقيت به في احد الدورات التدريبية خارج البلاد قبل بضع سنوات وملخص القصة.
أن ذلك البحريني كان من أسرة ميسوره أعطاهم الله من فضله فدرس وتخرج من الجامعة ولم يكن له همآ الا بالسفر من دوله لدوله اذكر حينها انه عدد بعض آلدول الصغيره التي لم يتمكن من زيارتها.
يضيف البحريني انه تزوج عدة مرات ولم يوفق الا مع الأخيره ولم ينجب من احداهن وبذل أمام ذلك كل الفحوصات الممكنه التي أكدت الضعف لديه….!!!!
يقول صارحت الزوجه الأخيره رغم حبه لها اذا كانت ترغب الطلاق لكي لا تحرم من الخلفة والأبناء ولكنها رضيت بالبقاء معه.
ثم يضيف أنه شارف على نصف قرن من العمر وشعر بالخجل أمام الله بانه لم يقدم شيئآ يحتسبه عند الله ماعدا العبادات المعتاده رغم التقصير….!!!!
يقول فتقدم كعضو في مجلس الانتخابات البلديه وتم قبوله.
فشعر حينها بالمسؤولية وعاهد الله أن يبذل كلما في وسعه لخدمة الدين والوطن وكل من يحتاجه في غير ضرر ولا ضرار.
يقول أمضيت بضع سنوات حتى صادف رجل سبعيني يراجع البلدية طرفهم بصفة متكرره .
فحن على الرجل المسن وسأله اذا كان يستطيع مساعدته فأبلغه انه تم نزع ملكية بيته الوحيد لصالح الحكومه وأمضى سنوات لم ينهي الأجراءات بسبب ضروفه وغلاء مكاتب التخليص من رفوعات مساحيه ورصد وغيرها..
فطلب منه عضو المجلس وكاله تخوله بذلك واعطاه وقام بكل ما يلزم حتى أعطاه الشيك الخاص بالتثمين خلال أشهر لصرف الشيك..
ثم اتاه المسن بعد صرف الشيك بمبلغ يجازي اتعابه ولكنه رفض ذلك وقال يكفيني منك دعوة طيبه..
فرفع المسن يديه لعنان السماء وقال اللهم انك تعلم أن هذا الرجل خدمني بدون شرط أو قيد وساعدني اللهم اقض حاجته وأرزقه الذرية الصالحة وبارك له فيهم ثم انصرف…!!!!!
يقول عضو المجلس البلدي فكتمتها في نفسي وتبسمت…
ويضيف بقوله..
مرت بضعة أشهر وتعبت زوجتي مما استدعى مراجعة المستشفى الذي أوضح لهم من خلال التحاليل انها حامل..
ثم يضيف بدأ الشيطان يلعب دوره وحزنت حزنآ شديدآ حينما اتهمت زوجتي بالخيانه لأنه ربما يكون عقيمآ..
الأمر الذي دعاه لأجراء الفحوصات عليه والتي اثبتت إمكانية الأنجاب لتحسن الحاله.
يقول لم تمهلني الدموع والبكاء بشكل ملفت لأصيح أمام من حولي وانا أرى ذلك الشيخ الكبير في مخيلتي وأرى قدر الله واردد كم أنت عظيم قادر يا الله…
ثم رزقه الله بولدين توأم..
يضيف بقوله أنني معكم في التدريب هنا وعقلي وجسدي هناك عند أبني…!!!!
لعل الخلاصه فيما سبق تؤكد بأن الله خير من يقدر عمل عباده…!!!!
دمتم بود.
أخوكم/إبراهيم العسكري
الأثنين ١٤٤١/٥/٤ه>
