سنة أولى إمارة

قبل أيام معدودة حلت الذكرى الأولى لتعيين الأمير تركي بن طلال أميراً لمنطقة عسير إذ عين في (20 / 4 / 1440، الموافق 27 / 12 / 2018!) والعمر ليس بالسنين، ولكن بالتجارب، كما قال ابن مسكويه، وكما قال الغزالي يتعلم الناس بأعينهم أكثر من آذانهم، وأؤكد لكم أن الأمير تركي بن طلال، بعد مضي سنة من صدور الأمر الكريم، بتعيينه أميراً لمنطقة عسير أضاف تجربة نوعية لحياته وأنه تعلم في مدرسة الحياة الكبرى في منطقة عسير ما فاته في المدارس النظامية، (ولم يفته شيء) والحياة مسرح كبير تقدم درسها للمستفيد.

في سنة واحدة استطاع الأمير تركي أن يسابق ويسرق الوقت، كل هذا ليعرف الحجر والبشر، والشجر في منطقة عسير. وقد عرف وهي معرفة تؤهله ليحكم بل ليراهن على مقدرة منطقة عسير لتواكب التحول الوطني الكبير. يجتمع مع الأهالي بعيد تعيينه أميراً لمنطقة عسير، ويقول كلمته الشهيرة التي أصبحت حديث المجالس والمدارس: لا نريد منكم سوى الصبر.. ونحن علينا الوفاء. وفعلاً وفّى فاستضافت الإمارة الوزراء، وعقدت اللقاءات المفتوحة، وفتح قنوات التواصل مباشرة مع الوزراء في تواصل شبه يومي ودوري، من خلال خط ساخن مع أصحاب القرار خدمة لأهالي المنطقة، وشهدت منطقة عسير في أول سنة من إمارته حركة ترددية من كبار المسؤولين الذين جالوا المنطقة أرضاً وقطعوها جواً. وأستطيع أن أعدد بعض ما أنجزه سموه في سنة، لكني لا أستطيع أن أحصي، وما لم أستطعه فهو محفوظ في ذمة التاريخ. وسأكتفي بهذه النماذج:

يتفقد ذات مرة بتاريخ 9 / 4 / 1440،الموافق 18 / 12 / 2018 وهو نائب أمير عسير أنذاك مشروع الطريق الرابط بين مركزي خشم عنقار في محافظة سراة عبيدة وكحلا في بلاد آل تليد فيقول: الطريق، بأنهما الرابط بين العينين، وأشار إلى عينيه، وقال كحلا عيني اليمين وخشم عنقار عيني اليسرى، مؤكداً أن الطريق الجاري تنفيذه حالياً يعتبر من مشروعات الخير والبركة، وبعد 10 شهور ينتهي المشروع، ثم يفتتحه وهو أمير عسير. ويطلق عليه طريق العز، بتكلفة بلغت 30 مليونًا و571 ألفًا و805 ريالات. وقد استغل أمير عسير مناسبة افتتاح المشروع لإعطاء الحاضرين من قيادات المنطقة ورؤساء البلديات و177 مقاولًا لمشروعات عسير، وشيوخ القبائل: درساً في أن الوقت له ثمن، ففي 300 يوم، كان المشروع حلماً يتأسس، وأصبح اليوم واقعاً يتنفس.
‏‪وفي 23/1/1441هـ الموافق 22 سبتمبر2019 انطلقت احتفالات عسير باليوم الوطني بمسيرات شعبية وأرتال عسكرية بمشاركة المشاة والقوات الخاصة والجوية في منظر مهيب، بإشراف مباشر ورائع من سموه وفي يوم الثلاثاء 1441/1/25هـ يلبي أمير عسير طلب مواطن بتفقد جبل بركوك (120 ك) من أبها وتوجه إليه فجراً، ثم عاد للدوام في اليوم ذاته في إمارة عسير، للاحتفال باليوم الوطني، لقد قطع الأمير على نفسه عهداً – ووفىّ- فالخير في ركابه ففي خلال شهر واحد فقط، استطاع أن يستقل فريق وزارة النقل بعسير، وأن يلتقي بأصحاب المحلات التجارية بسوق الثلاثاء الشعبي، يتابع إنشاء مدرسة تعليم القيادة بعسير، وأن يكرّم عدداً من النماذج الناجحة في عسير، يلتقي منسوبي كلية الطب بجامعة الملك خالد ويستمع للعوائق التي تواجههم، ويكرم أكثر من 600 مكرم ومكرمة في يوم عسير، ويرعى ورشة عمل للمركز الشبابي في خميس مشيط، ويلتقي بأعضاء المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام “إخاء” بعسير، يستقبل قيادات وزارة وهيئة الاتصالات بعسير.
أما الانصهار الوطني الذي أوجده الأمير الإنسان تركي بن طلال في منطقة عسير فهو منقطع النظير كزيارته لعجوز مسنة ووحيدة في قرية ثاه بمركز حسوة (وحسوة تبعد عن أبها 70 كم، ويستغرق الوصول لها نحو 90 دقيقة وتزيد.. لوعورة الطرق) ويتعاطف معها ويصطحبها بنفسه إلى مستشفى عسير ويؤمن لها السكن المناسب والرعاية اللازمة. هذا انصهار وطني من نوع فاخر إذ يتناول أمير عسير الشاي مع وزير العمل (السابق) ومجموعة من الشباب السعوديين، في أحد الكافيهات، أما في إعطاء الحقوق لأهلها فحدث ولا حرج: فمواقفه في هذا الجانب جلية واضحة لا تغيب. ألم يلزم بلدية محايل بدفع دية مقيم، تسببت شاحنتها في وفاته، قبل أربع سنوات – مع صدور حكم شرعي ضدها-؟
أما موقفه من قضية التسمم التي حدثت في بحر أبو سكينة، فهو دليل نوعي على حرصه سموه ووقفته ضد التمادي والتعدي غير المسؤول.
لقد أصبح اسم تركي بن طلال متصدراً محركات البحث، فما إن تكتب جزءاً من اسمه حتى يكمل المتصفح بقية الاسم في ذكاء صناعي وإنصاف تقني لسموه وهو تأكيد لكثرة تردد اسمه على منصات البحث والمشاهدة.
إنه أمير بامتياز ويحتاج الالتفاف حوله، نفع الله به البلاد والعباد.

د. علي السرحاني
جامعة الملك سعود الصحية>

شاهد أيضاً

الكتب السماوية

بقلم / سميه محمد الكتب السماوية هي التي أنزلها الله من فوق سبع سموات على …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com