(رحلة الشتاء والصيف)

الحياة بلاشك عباره عن زمن يمر بكثير من المحطات قد يكون فيها الجميل والمتعثر أو ما يدعو للهجرة بحثآ للقمة العيش أو السعادة وفقآ لما تسوقه أقدار الله في خلقه…!!!

من افضال الله ونعمه المتتاليه علينا بصفة خاصة في مملكتنا الحبيبه نستشعر من خلال هذه النعم نعمة الأمن والأمان رغم ما نراه يحيط ببلادنا من متناقضات لما نحن فيه فنرى بلاد الجوار أو البلاد البعيده تعيش ظروفآ وحروبآ واسقامآ خلاف النعم التي ننعم بها نحن ولا شك أن كل ذو نعمة محسود ونسأل الله من فضله وأن يبقينا بخير وعلى خير ويكفينا أشرار الحساد من كل مكان…!!!!

من افضال المولى عز وجل تولدت لدينا ثقافة رحلة الشتاء والصيف وذلك منذ ربع قرن تزيد أو تنقص حسب الطبقات المجتمعية المخمليه والوسطى بينما تبقى طبقة الخط المتوازن والطبقة المتهالكه…!!!

اتحدث هنا عن منطقتنا تحديدآ أبها وضواحيها والقرى المجاوره لها اعتاد المجتمع القادر على الرحيل من المدن والقرى البارده إلى سهول تهامه الدافئة بحجة شدة البرد الذي ادرجنا في عقولنا عدم القدره على مقاومته مما يتوجب الرحيل مهما كلفت إجراءات التنقل واضعين في الاعتبار أهمية شد الرحال لما يتناسب مع الطقس الملائم للأرواح.
فأصبح الأمر معتادآ للهجرة من جبال السراة لسهول تهامه أو العكس بحثآ عن الدفء وما يجلب السعادة بتغيير الأجواء لنبني في انظارنا هرمون السعادة والروقان بدرجه مفعمه..

لم نكن وأسرتي في معزل عن هذه الكوكبة المزاجيه فقد أصبحت معتادآ كل عام في فترات البرد ان اداوم من مدينة محايل عسير لمقر عملي في مدينة أبها.
فابدأ دوامي رحيلآ بعد صلاة الفجر مباشره من كل يوم لمدينة أبها فأستشعر جمال تلك الصباحات وأتنفس الهواء العليل واصل مقر عملي واراني حينها شعلة من النشاط والحيويه.
خلافآ حينما اصحو من بيتي في أبها واتجه للعمل في غضون دقائق معدوده وحينها مزاجيتي تحتاج شيئآ من الهدوء حتى يتطاير هرمون الكسل ومعكر المزاج الذي ترسب من حالة البرد والنوم المتقلب ولكل ميزه ضريبه تدفع سلفآ أو خلفآ….

الأجدر بالذكر في هذه الأسطر استشعار الماضي للآباء والاجداد فقد جنح بي تذكر الماضي أثناء الذهاب والإياب فأدرجت ذكريات طفولتي لماضينا الجميل في قريتنا الصغيره حينما كنت اصحو ايام البرد الشديد مبكرآ كل صباح مع غيري فنشاهد الدخان المتصاعد من كل بيوت القريه نتيجة اللهب لعمل وجبة الإفطار ونيل الدفء من بقايا الجمر ثم يختفي الدخان لتبدأ انبعاث روائح الخبز لدرجه اننا نميز بالرائحة من بعيد من خبز برآ أو شعيرآ أو خلافه نعرف أيضآ هل الخبز بر حالي ام مخلوط بالخمير….!!!!

اتذكر كل ذلك جيدآ واقول لنفسي كيف كنا نتعايش مع البرد ونقاومه ونحن نعيش حياة عاديه رغم شح الملابس وعدم وجود تقنيات توليد الطاقات الحراريه ومولداتها ولكنا نقاوم ذلك بأنه أمر عادي فرضته تقلبات الجو بأمر الخالق الباري واضعين في الاعتبار ان اجسادنا خلقت مقاومه لهذه التغيرات المناخيه بفضل الله وقدرته ان منحنا ذلك. وحتى مواشينا كانت تتعايش مع الضروف والطقوس بأريحية ولكن بديلاتها اليوم تحتاج للتنقل وفقآ لضروف التقلبات…!!!!

نعود لنقول ان هذه الثقافات والتنقلات التي تتم مع تغيرات المناخ الزمانية والمكانيه من حين لآخر فرضتها أيضآ رفاهية الزمن الذي نعيشه بنعم المولى عز وجل على عباده وله الفضل والمنه والا فالنفوس نفس النفوس والطقوس نفس الطقوس…!!!!!

يحدثني احد كبار السن بقوله كنا نشد الرحال في سابق الأزمان من السراة لتهامه أو العكس لطلب العمل وتأمين الرزق والمؤونه التي لا تتوفر حينها في الجهة المنقول منها…
ولم تكن تنقلاتنا من باب الرفاهيه كما هو الحال اليوم….!!!!!

يضيف بقوله كان بقريتهم شيخ لديه مزارع كثيره ومواشي.
كما كان لديه عدد من العمال بأجر يسير للعمل الى جانب مزارعهم ومواشيهم لكثرتها.

فعندما يرحل فقراء القريه صعودآ أو نزولآ للعمل في تهامه أو السراة.
كان يلومهم ذلك الشيخ المتخم بقوله لا أدري ماذا دعاهم على الرحيل والخيرات موجوده من البر والسمن والعسل واللحم ونسي حينها انه يتمتع بذلك وحده وأعتقد هو خطاءآ منه أن الجميع يملك مثله من الخيرات ولو كان لديهم مثله لما رحلو ولا تعنو ولا تعبو…!!!!

لعل هذا يدعونا لتلمس كثير من حال الأهل والجيران المتعففين ممن يحتاجون المساعدة ومد جسور العون والاخاء ولا ننساهم في ظل النعم المحيطه كما نسي شيخ القريه أحوال بقية الأهل و الجيران….!!!!!

دمتم بود.
اخوكم/إبراهيم العسكري
الخميس ١٤٤١/٥/١٤ه>

شاهد أيضاً

الكتاب بين الورقي والتكنولوجيا

بقلم / أحلام الشهراني سيدي سيدتي في ظل هذا التطور التقني والانفتاح الثقافي الذي نعيشه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com