فَقَدْتك صغير وعدت لي كبيرا ..

 

لم يكن ذلك اليوم إلا نَصْبُ عزاءٍ لقلبي ؛ حينها أسلمت قلبي لله بأن يرد لي ضّالتي وإن طال بي الزمان ، وأن من فعل بي هذا الشيء فإنه سيلقى جزاءه في يومٍ لا مانع له إلا الله .. فهو نصيري دائما حتى تنطبق السماوات على الأرض ويُحِقَ ما كان لي وأُخِذَ على غفلةٍ منّي .. صدقني لم أرد هذا الشيء ولكنّ يدَ غدرٍ اسْتطالتكَ كصقرٍ إلتقطَ فرخًا من عُشّ أمه .. هزمتها الأنانية بأن تأخذ ما ليس لها وكأنها تمتلك حقوق الملكية كأنها من حملت وسهرت ووضعت دون أيّ تفكيرٍ بمن هو أحق .. كان طَمَعُها أشبه بأسدٍ غلبهُ طَمَعُه فمات بسببه .. جفت أعيني من كثرت البكاء وتصَحّر قلبي من فراقك ولكني أوكلت أمري لله بأن يُطَمْئن قلبي بك .. وما إن سمعت بوجودك حتى تذكرت قول الله تعالى : (فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) فالحمدلله الذي أعادك لي كما أعاد موسى لأمه .. بُنَي كَبِرتُ على فراقك وصَغِرْتُ عند عودتك ولكنني فَقَدْتك صغير وعدت لي كبيرا ..

عبدالله حسن آل مصالح>

شاهد أيضاً

أسرة ال دليم مدرسة في الحكمة والحنكة

  بقلم أ/ خالد بن حريش ال جربوع في ليلة جمعت بين الحكمة والحنكة وبين …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com