تقاسيم (وزير المالية والاستعانة بـ«صديق»)

IMG-20141217-WA0001

تقاسيم (وزير المالية والاستعانة بـ«صديق»)

دخلت التحديات الاقتصادية والمالية في الفترة القريبة الماضية حيز اهتمام المواطن السعودي، وهو الذي لم يكن يسأل عنها ولا يهتم بها كثيراً، بل تنقطع علاقته معها بعد ساعات من إعلان الميزانية العامة للدولة، وانتظارنا الفطري لها، بل تفاؤلنا الكبير بها على رغم حنيننا للصمت عندما نقف أمام اللغز المتكرر مع السنوات حول الفارق بين الموازنة والميزانية، وعلى رغم الجفاء الذي يلاحقني تجاه علم الاقتصاد وملاحقه، وكوني من الذين يفرحون لساعات وينتظرون ليالي رأس السنة ولعاً بأرقام وإحصاءات وتحليلات وقراءات متفائلة على طول الطريق، إلا أن الاقتصاد الوطني حكاية محاطة بكثير من التطمينات من باب الاحتراز، وفي بطن هذه التطمينات ما لا نعرف كيف نصل له، وبأي كلمات نعبر له، فاقتصادنا كما يشاع لا يخاف عليه أحد، لكن المواطن المتفائل دوماً يخاف على الاقتصاد، وهو يحاط بهذه السرية التامة ومشدود بجمل الاحتياط والتطمين وإغماءات الأرقام غير الآمنة.
وعوداً إلى اللغز المحلول مع زحام المحللين الماليين وفقهاء الاقتصاد ورجال المال والأعمال، فإن الموازنة العامة للدولة عبارة عن خطة مستقبلية بأرقام تقديرية لإيرادات ومصروفات فترة مالية مقبلة تقر في العادة بعام واحد، أما الميزانية فتعني حساباً للمركز المالي يبين للمهتمين بالوضع المالي لمنشأة معينة بتاريخ محدد يكون – عادة – في نهاية الفترة المالية، ولعل بحثنا أو ملاحقتنا للفروقات والتعاريف ناجم عن ارتباط الوضع المالي في ذهنية الوعي الشعبي بالهبوط الحاد لسوقنا الشهيرة مصاصة المحافظ والجيوب «سوق الأسهم»، إذ بعثرنا في دهاليز خفية للمال والاقتصاد وإن كانت دهاليز فقيرة المضمون وبعيدة عن الواقع المتماس مع الخطوط الرئيسة لتحديات مستقبلية.
تحدث الأمير الوليد بن طلال عن محاور اقتصادية يجب أن يعرفها المواطن، ولو قدر لهذه المحاور أن تدخل في اختبارات القياس أو القدرات أو المسابقات الوظيفية واختبارات القبول، لآمنا بأن الاقتصاد عالم افتراضي نسمع عنه ولا نعيش حقيقته، ولعرفنا أن علاقتنا بالبلايين والملايين علاقة لا تتجاوز الخيال والاندهاش اللحظي، بصدق لا يعلم المواطن المهتم والمهموم بمستقبله ومستقبل الجيل الذي ينمو بين يديه ماذا يدور حول العجز في موازنة 2014، ولا ما يدور كذلك بشأن العجز المتوقع في موازنة 2015 فضلاً عن تعزيز الإيمان بمستقبل اقتصادي آمن في ظل الاعتماد الكلي على مداخيل النفط، ويفتش عن إجابة لسر عدم تنوع الإيرادات وماهية الصندوق السيادي، هذه المحاور إما أنها مستحيلة الاستيعاب على ذهن المواطن المنشغل بمهام معيشية أخرى، أو أنها تدخل في السطر الساخر الشهير «دع القيادة لنا واستمتع بالرحلة»، أو أن المحاور عرجاء بالفعل، وتقتضي المصلحة العامة العلاج المستتر والصامت واستخدام المضادات الحيوية والمهدئات والإبر كحلول موقتة.
هل سيتفضل وزير المالية بالتبرع بإيضاحات يسيرة على ما يمكن تسميته برؤوس الأقلام أو المحاور الساكنة في مشهد المال السعودي؟ سنمنحه من الوقت ما يراه معقولاً ومنطقياً، شريطة أن يطمئننا بأنه سيتحدث بهدوء وبما يبعثنا على الفهم لا مزيد من الغموض والاستغراب، وله أن يستعين بمن شاء من الأصدقاء مع تخلي الأصدقاء عند ضيق موقت كهذا باستثناء الصديق الأقرب مسئولية وهَمّاً… المتحدث الرسمي باسم الدخل السعودي «وزير النفط».>

شاهد أيضاً

سكر الأجاويد في نهار رمضان

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com