هل كورونا كوفيد 19 عقوبة إلهية ؟

د.بلسم بنت الألمعي

تناقلت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي اخبار بالصوت والصورة عن ما يثبت أن هذا الوباء هو ” عقوبة إلهية ” وأن الله انزل هذا البلاء بسبب ما ارتكبه العباد من ذنوب ومعاصي وأن المخلوقات البشرية اصبحت عبء على هذا الكون ..!!!!
ومن هنا اقول أين قوم (افلا تتفكرون ) و( أفلا تعـقـلون ) و
( افلا تتذكرون) ..؟؟
في تاريخ الاوبئة العالمية مثل الطاعون – الحمى الصفراء – الكوليرا – الانفلونزا الاسبانية – الانفلونزا الآسيوية – انفلونزا الخنازير – أيبولا وأخيراً كورونا وأنواعه لا يتسع المقام لذكرها..

جميعها حصل تجاهها ومعها الاجراءات اللازمة والاحترازية وكذلك الأمنية وجمعيها بالطرق المناسبة في وقتها وزمانها بحسب درجة الوعي المجتمعي تجاه كل مرض آنذاك
جميع الاوبئه تحصل بسبب (حكمة) إلهية الاصح أن نقول وكذلك سنة كونية لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى وليس (عقوبة) إلهية كما تداولها البعض وفي من اولئك الذين يقومون على استغلال الأزمات وخصوصاً الأمراض في توجيه فكرهم وفي توجيه المجتمع لما يسمى ( عقدة الذنب ) أي الشعور بالذنب المستمر !
والا كان فإن الفقير فقره عقوبة والجائع جوعه عقوبة والمريض مرضه عقوبة والمتدين دينه عقوبة ، أين نحن من ( اذا احب الله قوما ًابتلاهم ) و ( اذا احب الله عبداً ابتلاه ليسمع تضرعه ) ؟؟
وتوضيحاً لعقدة الذنب ، فأنا مثلاً عندما اشعرك بذنب افعالك بشكل مستمر ستصبح خاضع ومن ثم تابع ومن ثم تنجرف لأي فكر , ولكن عندما أشعرك بالجانب الايجابي والسلبي معاً في كل موضوع والحكمة منه سيكون لك حق الاختيار ومن ثم حق القرار ومن ثم تصبح قائد , قائد لنفسك اولاً لذلك عزيزي القارئ المحترم لقد تشبعت بما يكفي من هذه الاخبار التي تخبرك يوميا انها عقوبة واصبح لديك صعوبة في استقبال الشهر الفضيل الكريم كما يجب لاقياً بالملامة على ( الحجر المنزلي ) وحظر التجوال ! ونفسيا ً على الشعور بالذنب الذي غرس في اللاواعي لديك لذلك اسمح لي ان اشجعك على استقبال رمضان الكريم الشهر الفضيل باخبارك الجانب الاخر من هذه الازمة لعلها تشرق شمسك ..
فايروس كورونا والحجر المنزلي سيغير في عاداتنا وفي افعالنا وفي حتى ضبط ساعتنا البايلوجية في اجسامنا اصبحنا نستيقظ صباحا ً ونخلد الى النوم ليلا ً ، اصبحنا نتجنب السهر , اصبحنا نهتم بغسل اليدين خلال يومنا وبالتعقيم والتطهير اصبح لدينا
” وعي مجتمعي ” تجاه الاشياء الغير مرئية مثل الفيروسات – البكتيريا وغيره التي كان لا يؤمن بوجودها الأغلبية ، كذلك عدنا كما السابق في التكاتف والترابط ، عادت العائلة كما السابق في البقاء مع بعضهم البعض في المشاركة في جميع الفعاليات العائلية
عادت الأسرة والتي هي نواة المجتمع، وتماسك المجتمع من تماسك الأسرة ووعي المجتمع من وعي الأسرة ، والآن شهر الخير مقبل علينا بخيره على الابواب لا تدع هذه الازمة التي ستزول قريبا وإن طالت تغير فرحتك بالصوم والتراويح ومن ثم العيد ..
ابق هادئاً فقط ..
تابع الاخبار السعيدة مثل حالات التعافي ، حافظ على صلواتك كما لو كنت تصلي بالمسجد ، انشر السعادة فقط واترك كل اشاعة وتداولها ، كن صبوراً ، ليس المهم أن تستفيد وتستغل فترة حجرك وحظر تجوالك بشكل ايجابي ! المهم ان تبقى هادئ ومبتهج فهذا يقوي مناعتك ودفاع جسمك ضد الأمراض ، لا بأس ان كنت ترغب باستغلال هذه الفترة فيما يفيدك، شيء جميل وايجابي لكن غير الزامي ولا بأس إن كنت لا تريد أن تفعل شيئاً وتبقى في استكنان ، المهم فقط والمهم جداً التزامك بالتحذيرات والتعليمات الموثوقه من وزارة الصحة والتعاون مع جهود وزارة الداخلية في ساعات الحظر والحجر الذي سيمضي ولن يدوم .>

شاهد أيضاً

رحل عامر المساجد

بقلم/ عوض عبدالله البسامي مات الهدوء ومات اللين والحلم وغربت التؤدة والأناة مات الشيخ الوقور …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com