عسير صحيفة عسير الإلكترونية
بقلم / حسن بن مانع آل عمير
الجميع يعلم ويشهد بأخلاق أبناء قبائل المملكة العربية السعودية وكرمهم وحسن تعاملهم مع الآخر بغض النظر عن ديانته أو جنسيته. قيم أبناء القبائل تسمو بهم وترفع من شأنهم وتجعلهم يعيشون حياتهم بسعادة وطمأنينة وراحة بال.
المبالغة في الكرم والعبث بالنعمة وعدم تقدير المسؤولية يقود الشخص ليصبح مشبب آخر كما في مسلسل مخرج 7،، مشبب في المسلسل يمثل دور الشخصية البسيطة التي تريد تحقيق المكانة الاجتماعية ببذل جهود أكبر وأعلى من المتاح من الإمكانات والقدرات.
من يحلل شخصية مشبب في المسلسل ويتأمل في أسلوبه يعتقد بأنه تربى على قيم أصيلة وعادات إنسانية رائعة، وكانت مراحل حياته الماضية ومواقفها المختلفة بنيت على الصدق والنية الحسنة، ولكنه لم يتعلم ويدرك خلال سنين عمره الماضية أهمية الذكاء الاجتماعي وفهم أنماط البشر.
مشبب يعتقد أن جميع البشر صادقين وأصحاب أمانة ومثل عليا، وهذه سذاجة ونقص في الوعي. البشر فيهم الصادق ومن بينهم الكاذب والمحتال وصاحب النية الخبيثة والفكر السيء.
تربية الأبناء على حسن الظن بالآخرين والتعامل معهم بلطف وكرم وحسن خلق أمر مهم ورائع، ولكن تعريف الأبناء خلال المواقف التربوية المختلفة أن من الأهمية بمكان أن يفهم الإنسان تباين سلوك الناس، وأن الشخص الواعي في الحياة يكون لديه نسبة من الحذر والتفكير قبل التعامل والثقة بأي إنسان. شاهدنا مشبب في مخرج 7 ينطلق ومن باب ( الحمية والفزعة ) ويكفل جاره بمبلغ كبير لا يمتلكه وليس مضطرا لفعل ذلك حتى ولو كان لديه ذلك المال في حسابه. يتلاعب جاره بمشاعره ويكلفه بما لا يطيق ويجعل مفاهيم الشهامة و ( سلوم القبائل ) أوتارا يدندن عليها ويعلم بأنها تحفز مشبب للقيام بما يريد ( ويشوش راسه ) مع ترديد كلمة كفو وبيض الله وجهك وغيرها من عبارات التحفيز التي تقود من تقال له أحيانا إلى التهلكة.
من أهم الجلسات التربوية مع الأبناء تلك التي يكون فيها تعريف بأهمية التعامل الحسن واللطف مع الجميع مهما كانت تصرفاتهم ، ولكن من الفطنة والذكاء أن لا يستعجل الإنسان في الثقة بكل شخص يقابله وأن لا يستعجل في اتخاذ قرارات قد يندم عليها مستقبلا.
يجب أن نردد على الأبناء مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال ( أنا لست بالخب وليس الخب يخدعني ) أي لست بماكر أو مخادع ولا أقبل أن أكون كذلك ولكن في نفس الوقت لا أسمح للغادر المخادع أن يخدعني ويتلاعب بي.
أخي الحبيب ذكر ابنك بمقولة ثاني الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين حتى لا يصبح ابنك مشبب آخر.>
