علي بن مفرح الثوابي
 
الإبداع والتبعية

علي بن مفرح الثوابيلم اطّلع على المقال المنشور في (صحيفة الجزيرة) (عدد513) بعنوان (الثقافي والمؤسسي (1)) للدكتور القدير أحمد بن علي آل مريع إلاّ مؤخراً عبر ( قصته – استوري) في الواتساب .. فوجدت فيه ما يستحق الوقوف عنده .. وتبادل الآراء ووجهات النظر حياله ..
وأنا أحد الذين يكنّون لأبي هشام كامل الاحترام وأعلم استحقاقه الثقافي والفكري والخُلُقي لرئاسة إحدى (المؤسسات الثقافية)فقد تشاركنا العمل الثقافي لسنوات عديدة كأعضاء مجلس إدارة في إحدى تلك المؤسسات الثقافية (نادي أبها الأدبي ) ولي به علاقة صداقة أثيرة وعميقة ، واختلافي مع رأيه هنا اختلاف آراء ووجهات نظر لا شخصي وهذا لا يعني إدعائي الحقيقة المطلقة ولكن هذا ماأراه وأعتقده ..
فما أرى قوله :
(ذلك النشاط العظيم قد يكون مصدر أدب رائع، وفلسفة عظيمة، ورؤى باذخة، وأمثولات عابرة للثقافات والجغرافيا تُروى وتتناقل، ولكنه لا يصلح أن يكون منتجا لحضارة ولا صانعًا لتنمية ولا قائدًا لوجهة لأنه حركة بلا بوصلة وبلا اختيار ينحاز لممكن من بين الممكنات، ومن ثمَّ لا يمكن أن يكون مصدر استقرار أو رفاه. ولا يمكن لهذه الحركة الإبداعية- الثقافية النشطة أن تنتج حضارة إلا بالانتقال من مرحلة «الفوضى» إلى مرحلة «الحرية» وفرق هائل بين المرحلتين وبين المصطلحين…)
إلاّ تأطيراً حقيقياً لحريّة الإبداع .. بل أرىٰ هذا الرأي يتعدّى التأطير إلى تدجين الفكر والثقافة والإبداع وإخضاعها لما يتعارض وحريّتها وانطلاقها في المساحات الأرحب لتخلق وعيًا متحرراً من قيود الخضوع والأدلجة والبقاء تحت وصاية مؤسسة ( ثقافية رسميّة ) تخضع لفكر ورؤى وتوجّهات القائمين عليها والممولين لها .. حتّى وإن وصفها في مقاله بقوله ( من مرحلة «الفوضى» إلى مرحلة «الحرية» ) فما أرى موقع ( الحريّة ) هنا إلاّ (كالتقية) من الرأي الآخر ؛ وإلاّ فأين الحريّة ياأبا هشام وقد أُخْضِعَ ذلك( النشاط العظيم ) لقيود مؤسسات ثقافية رسمية تأتمر برغبات وأفكار وتوجهّات وتوجيهات وعلاقات القائمين عليها !!
أدعو أستاذنا القدير د . أحمد للتأمل في (نظرية العقد الاجتماعي ) ل “جان جاك روسو” .. فقد يغيّر من نظرته للثقافة والفكر وللمثقفين والمفكرين والمبدعين الخارج ( مؤسسات الثقافة الرسمية ) وإعادة المقارنه بين نتاجهم واسهامهم في الوعي العام وبين وتوجيهات وتوجّهات نظرائهم داخل (المؤسسات الثقافية الرسمية)
والسؤال الذي أطرحه هنا : أين نضع آلاف العناوين التي تحتضنها مكتبات العالم العربي وغيره .. وآلاف المقالات والكتابات في كلّ ضروب الإبداع الفكري والثقافي والإبداعي عبر الصحف والمجلاّت والشبكة الألكترونية !! هل كل ذلك يدخل ضمن ( الفوضى ) والعُقم التأثيري لأنّها لم تنسلّ من تحت عباءة ( المؤسسات الثقافية الرسمية ) !!
* وفي المقال الكثير من النقاط والإلماحات التي تستحق الوقوف عندها والتحاور معها ، ولأن المتلقي في عصر السرعة والتقنية لم يعد يقبل بالنصوص والمقالات المطوّلة فسأقتصر على هذه الإلماحة المختصرة في مداخلتي ، وستتبعها مداخلات لاحقة بإذن الله تعالى حول ما يستحق التحاور حوله من النقاط الأخرى ..

  • علي بن مفرح الثوابي – أبها

>

شاهد أيضاً

دورة فن كتابة النص المسرحي بأدبي جدة الثلاثاء 

صحيفة عسير _ يحيى مشافي يقيم النادي الأدبي الثقافي بجدة يوم بعد غدا الثلاثاء 19 …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com