الدكتورة أمل العوامي تعرّف بمبادرة “مخيم نموcom”

صحيفة عسير ــ إعداد الأستاذ نايف الفيفي

في ظل انتشار فايروس كورونا المستجد أُصدرت الكثير من القرارات المُشددة على تحقيق التباعد والحد من انتشار الفايروس، والمتضمنة لإيقاف الكثير من الأنشطة الميدانية وتحول معظمها للتنفيذ الإلكتروني أو الافتراضي كما يوصف غالبًا، ومن تلك الأنشطة التعليم بمختلف أنواعه ومراحله وبرامج التدريب باختلاف مجالاتها وأشكالها.
ولكن بقيت فئة ذوي الاعاقة، وذوي الاضطرابات النمائية والإعاقات الذهنية على وجه التحديد يفتقرون لما يتمتع به غيرهم من البدائل والمكملات، ولا سيما انهم في أمس الحاجة للتأهيل والتدريب المستمر، وتقديم الدعم الارشادي والمعرفي والنفسي لأُسرهم ومن يقوم برعايتهم.
ومن هذا المنطلق لفتت انتباهنا مبادرة عظيمة قام بإعدادها وتنفيذها إلكترونيًا نخبة من المختصين تحت مسمى (مخيم نموcom)
وللوقوف على منطلق الفكرة وتفاصيل تنفيذها فقد أجرينا هذا الحوار الشيق مع مؤسِسة المبادرة وقائدتها الدكتورة أمل العوامي..
بداية يسرنا أن نتعرف ونُعرف القارئ بشخصك الكريم؟
انا أمل حسين العوامي، استشارية طب نمو وسلوك الأطفال، وأعتز بأحلى لقب لقبت به الى الان هو “صديقة الأطفال”.

لاحظنا تميز فكرة مخيم نموcom ومدى فاعليتها المُلفِتة؛ ونود معرفة كيف جاءت الفكرة، وكيف بدأتم في تنفيذها؟
أولًا أود أن أذكر رؤيتنا في هذا المخيم وهي الالتزام بتحسين جودة حياة الأشخاص من ذوي الإعاقة من خلال استغلال أوقات الفراغ بتعلم المهارات من خلال المتعة وقيادة الابتكار وتطوير القدرات التي تدعم الاحتياجات و التطلعات في وقت الاجازة، وتعزيز مفهوم الشمولية للدمج، وتشجيع المؤسسات والافراد على تقديم المبادرات النوعية والجديدة.
‏بدأ الامر عندما طرحت الفكرة في البداية على القروب الإداري لقناة التليغرام “نمو وتطور الأطفال” بفكرة عمل مخيم صيفي موجه لتنظيم الوزن للأطفال من ذوي الاعاقة، وبعدها تطور الموضوع من خلال نقاشنا والعصف الذهني المعتاد من فريقنا الى فكرة ان نعمل مخيم للأطفال من ذوي الإعاقة يشمل نواحي كثيرة تغطي الاحتياجات التي لمسناها من احتكاكنا المباشر بالأهالي، وهذه كانت شرارة البدء.

بدأنا بنشر تغريدة عن احتياجنا لمتطوعين لعمل مخيم صيفي افتراضي لذوي الإعاقة، ولقينا الاقبال الشديد على هذه الفكرة من قبل المختصين والعاملين في مجال الإعاقة، في خلال ساعات قليلة من لحظة نشر التغريدة كان هناك أكثر من ٥٠ متطوع ومتطوعة بمختلف المجالات (تخاطب، تربية خاصة، مدرسات، امهات).

رأينا مشاركة عدد كبير من المتطوعين والمختصين المميزين فهل بالإمكان إخبارنا بعددهم التقريبي وكيف تم جمعهم والتواصل معهم؟
وصلنا في البداية إلى 120 متطوعاً ومتطوعة، والذين استمروا معنا الى النهاية كانوا 90 منهم. في البداية قمنا بإنشاء قروب تيليغرام للمتطوعين وبدأنا في التواصل معهم وطرح الأفكار والاستماع الى الاقتراحات، واستشعرنا كمية الحماس والإيجابية والأفكار المنوعة والجميلة وكمية الإبداع لديهم، اخترنا الأستاذة سارة باوزير قائدة المتطوعين ومعها الأستاذة سلطانة الزهراني، ومن خلال معرفتنا بتوجه وخلفيات الجميع عملنا على تقسيم المتطوعين إلى عدة قاعات لتصبح كل قاعة لها قائد وتكون القاعة مسؤولة عن مهارة محددة وتجمع الأنشطة المناسبة لهذه المهارة،وكل ذلك خلال أسبوعين من لحظة نشرنا للتغريدة الى اول يوم بدأ فيه المخيم.

نود منك دكتورتنا الغالية أن توضحين للقارئ فكرة المبادرة وكيف يتم العمل فيها بتفصيل أكثر إن أمكن؟
بعد عمل القاعات المنوعة وتوضيح المهام لكل المتطوعين. نشرنا رابط التسجيل في المخيم، وفي الحقيقة من التزايد السريع في تسجيل الأهالي اكتفينا وسريعًا بتسجيل 280 طفل حيث كان المقرر مسبقًا ان نسجل فقط 100 طفل لكن لم نرغب في رفض أي طفل لمعرفتنا بحاجة الأهالي الى مثل هذه الأنشطة،
ومن هنا قمنا باطلاق قروب اخر للأهالي ومن خلال معلومات التسجيل بدأنا بالتعرف على أنواع إعاقات الأطفال المسجلين (وللمعلومية لم نرفض أيًا منها) وقدرات الطفل التواصلية والاستجابة للأوامر وتنفيذ الأنشطة. ثم بدأنا في وضع أنشطة مناسبة للهدف وقدرات الأطفال على شكل نشاط بصري يتم بثه خلال 15-20 دقيقة مع الشرح الوافي للهدف من ورائه وطريقة تطبيقه مع إعطاء البدائل. وهنا أحب ان أركز على نقطة مهمة وهي ان بعض الأنشطة وطريقة عملها كانت موجهة للأهالي، وخصوصًا عند وجود أطفال من ذوي الأداء المنخفض او وجود تشتت شديد؛ حيث كان من الصعب المتابعة المباشرة والتطبيق من قبل الأطفال ووجدنا الأهالي يقبعون خلف الكاميرا يتابعون كيفية التطبيق لنتفاجأ بجودة الصور والفيديوهات التي يرسلونها لاحقًا، أما الأطفال من ذوي الأداء العالي والموهوبين فكانوا يجهزوا ادواتهم لتطبيق النشاط ويشرعوا في تنفيذه مع مقدمة النشاط وبعض الأحيان يتفوقوا علينا في التطبيق واضافة لمسات الجمال للمنتج.

ما أهم الأنشطة التي قمتم بتنفيذها مع الأطفال؟
عندما وجدنا التنوع الجميل بين الأخصائيين ورغبة كل واحد ان يبدع في مجاله قسمنا المجموعة الى قاعات مصغرة: قاعة المهارات الاستقلالية وأطلقنا عليها “انا أستطيع” وقاعة المهارات اليدوية “اصنعها بنفسي” وقاعة الحركة “في الحركة بركة” وقاعة اللغة والتواصل وايضًا قاعة المهارات الادراكية واخيرا قراءة القصص في قاعة الحكواتي. وأصبح لكل قاعة مجموعة متطوعات وقائد للقاعة.
مثال على الأنشطة من قاعة المهارات الاستقلالية: كيف تصنع ساندويش بنفسك، كيف ترتب سريرك، كيف تفرش اسنانك.
مثال على أنشطة اللغة والتواصل: استخدام الصور للتواصل وأيضًا في إتمام المهمات، كيف نجاوب على الأسئلة بطريقة تساعد على تطوير اللغة البراغماتية،
وقد كان نشاط الحكواتي مميزًا في تعريف الأهالي كيفية قراءة القصة بطريقة شيقة والاسئلة التي تتبع القصة.
ونشاط الحركة والرياضة كان من الأنشطة المحببة للأطفال حيث وجودوا المتنفس لطاقاتهم وشملت العديد من التحديات خلال الأسبوع ومنها تحدي عدد الخطوات اليومية التي شارك فيها الأهالي والمتطوعين أيضًا وليس ابطال المخيم فقط.
وركزت الأنشطة الادراكية على التآزر البصري الحركي والتدريب على إيجاد حلول للمشاكل والقيام بالأنشطة الادراكية،
اما الأنشطة اليدوية فكانت تعتمد أساسًا على تدوير الأشياء في المنزل من غير الحاجة لشراء أي شيء من الخارج، ومن الاعمال المميزة كانت صنع البينيات على شكل خروف ووضع الحلويات فيه وخصوصا الأسبوع الأخير من المخيم الذي كان الأسبوع ما قبل عيد الأضحى المبارك حيث انصبت كل الأنشطة في هذا الأسبوع على تعليم الأطفال عن الحج والتدريب على التكبيرات، وقصة النبي إبراهيم عليه السلام والاستعداد للعيد السعيد وماذا نقول في العيد والردود المناسبة لتحيات المحتملة في العيد.
ومن خلال المخيم كنا نبث يوميًا مقطع فيديو لتعليم لغة الإشارة (واخص هنا بالشكر الأستاذ فؤاد الحمود والنشاط الثقافي في الربيعية لعملهم هذه الفيديوهات خلال أسبوع واحد فقط) وكان الأطفال يقوموا بتطبيق الكلمة وارسالها للمجموعة، فلا يخفى عنكم أهمية تعزيز التواصل التعويضي ونشر الوعي والتقبل من خلال هذه الأنشطة.

كيف تم تقسيم الأطفال وكم كان عدد ساعات العمل في المخيم؟
تم توزيع الاطفال على حسب قدراتهم وليس تشخيصهم. وكلما كان العمر صغيرًا كانت القدرات في الغالب اقل. وتم ارسال استمارات التسجيل ومن ضمنها أسئلة لمعرفة قدرات الطفل وطموحات الاهالي ومن هنا تم تقسيم الأطفال وتوزيعهم على أربع مجموعات (مجموعتين لذوي الاداء المنخفض لتقليل الاعداد في كل مجموعة) ومجموعة للأداء العالي ومجموعة للموهوبين، حيث تبدأ الأنشطة من 12 ظهرًا حتى 7 مساءً، كل مجموعة لها ساعتان من الأنشطة المتنوعة،
وفي بداية الأسبوع يتم ارسال الادوات اللازمة لعمل الانشطة ليجهزها الاهل لتنفيذ النشاط مباشر مع المدربة او ان يتم تنفيذها لاحقًا وكنا نشجع الامهات لإرسال الفيديوهات او الصور التي تمثل الانشطة التي عملوها لتشجيعهم وقد كانوا الاهالي مستمتعين كثيرًا في الأوقات النوعية التي يقضونها مع أطفالهم.

كم بلغ عدد الأطفال المستفيدين من المبادرة وكيف تم جمعهم والتواصل معهم؟
‏ عدد الأطفال الذين استمروا طوال الأربع الأسابيع كانوا 100 طفل، توزعوا الاهالي على مجموعات سميناها نمو 1, 2, 3, 4 على حسب القدرات كما اسلفت ولكل مجموعة قروب خاص مع رائدة للمجموعة وبهذا يتم التواصل المباشر بين الاهل ورائدة الفصل التي تشكل حلقة الوصل بين الأهالي والمتطوعين في القاعات المختلفة والأنشطة المطلوبة، والإجابة عن الاستفسارات.
هل كان هناك تواصل فيما بين الأُسر، وكيف كان يتم التواصل ما بين الأسر والمختصين؟
هذه احدى ميزات المخيم حيث تم عمل مجموعة تلغرام لأهالي المخيم وكل مجموعة ايضًا لها قروب خاص بها للتواصل ونشر الصور وتبادل الخبرات، وتم انشاء قروب لتقديم جلسات الدعم الاسري وتبادل الافكار والخبرات، وأيضًا استضفنا العديد من الشخصيات القيادية والفاعلة في هذا المجال لعمل لقاءات للأهالي خلال المخيم، كما أننا رأينا ضرورة فتح قروب للاستشارات؛ حيث وجدنا العديد من الامهات غير قادرات على معرفة كيفية التعامل مع طفلها او كيفية تنفيذ الانشطة واستثمارها حسب احتياج وقدرات الطفل.

ما أبرز المنصات التي قمتم باستخدامها، وما أهم الجهات التي تعاملتم معها في هذه المبادرة؟
في البداية استخدمنا منصة “جوجل مييت” لكنها لم تكن فاعلة وصعبة التحكم بالميكرفونات فاستبدلناها من اول يوم بمنصة زووم.
وسأتوقف هنا لحظة لشكر كلًا من الجمعية السعودية للتربية الخاصة جستر المهنية على دعمهم المتواصل لهذه المبادرة، واخص بالشكر الأستاذ ضيدان آل سفران، وأيضًا اود ان اشكر منصة ينمو على مساندتهم واعطاءنا الفرصة لاستخدام المنصة لعمل اهداف لأبطال المخيم ومتابعة تحقيق هذه الأهداف لمدة 3 شهور إضافية واخص بالشكر الدكتور فهد النمري.

ما المصاعب التي واجهتك كمؤسِسة وقائدة في سبيل ايجاد وبناء مبادرة مخيم نموcom، وما هي الصعوبات التي واجهت المبادرة وفريق عملها الأكثر من رائع؟
اول المصاعب التي واجهتنا هي الأمور التقنية: حيث انسحب العديد من الأهالي وبعض المتطوعين من المبادرة لعدم وجود النت العالي الجودة الذي يدعم الجلسة كاملة. وعدم دراية بعض الأهالي بطريقة استخدام التقنية وتداركنا هذا بإرسال الفيديوهات القصيرة لشرح طرق استخدام الزووم.
والصعوبة الثانية كانت في عدم رغبة بعض المتطوعات في تقديم العرض المباشر لاعتبارات شخصية وكان لابد من البحث عن الأشخاص الراغبين والقادرين على العرض المباشر والتعامل مع الأطفال والأهالي.
اما بالنسبة للفريق فأحد الصعوبات كانت في عدم التواصل المباشر والفعلي للأطفال وتصحيح ما يقوموا به وتدريبهم مباشرة. وايضًا إيجاد الأدوات المناسبة لكل نشاط بما يتناسب مع الأهالي وقدرات الأطفال. لكن كل هذه الصعوبات كانت تناقش ويوجد لها حلول من داخل القروبات او الإدارة.
وكما تعرف أستاذ نايف أصعب فقرة في كل المخيم هو عند انتهاء العرض ووداع الأطفال حيث وجدنا جميعًا صعوبة بالغة في ان نغلق قاعة الزووم وابطالنا يهتفون مع السلامة والى اللقاء وبكلمات الود والحب.

والآن وبعد النجاح الفريد والواضح الذي حققته مبادرة مخيم نموcom وفريق عملها المميز ما الخطوة التالية؟
نعمد الان على تجميع الأنشطة التي تم عرضها في جميع القاعات لتسهيل الوصول اليها والاستفادة منها للأهالي المشاركين في المخيم ومن لم يشارك فيه، وسوف تستمر مجموعة الدعم الاسري في تقديم خدماتها بحلة جديدة وبنفس الرؤية والأهداف، وتوجد ايضًا عدة انشطة سوف نعلن عنها في وقتها ان شاء الله.

هل تفكرين بتأسيس مبادرات مشابهة في المستقبل تهدف لخدمة من يعيشون في القُرى النائية والمناطق المفتقرة للبرامج التدريبية والتأهيلية الكافية؟
نعمل حاليًا على وضع الية وخطة لتحقيق مبادرات مشابهة متخصصة رأينا ضرورة عملها على شكل مخيمات مصغرة وموجهة لهدف محدد تكون مثلًا على مدى 2- 4-6 أيام. وبإذن الله سنعلن عن المبادرات التي نرى امكانية اقامتها في الوقت الحالي قريبًا، بما فيها مبادرة سيتم الاعلان عنها في سبتمبر 2020 ان شاء الله.

البعض يرى بأن التعليم والتدريب عن بعد غير فعال وخصوصًا للأطفال من ذوي الإعاقة فما رأيك انتي في هذه النقطة؟
انا أرى انه إذا كانت هناك إرادة مشتركة فكل شيء ممكن. والتعليم والتدريب عن بعد له ميزاته وصعوباته للجميع كبارًا وصغارًا وذوي إعاقة او بدون إعاقة، وتطويع التقنية واستخدام أدوات عديدة ومتنوعة مع المرونة في التطبيق تمكننا من الوصول بإذن الله وتوفيقه.

بالنسبة للراغبين بالتطوع معكم في مبادراتكم القادمة كيف يمكنهم الحصول على اعلانات الفرص التطوعية؟
ان شاء الله سيتم الإعلان عنها على حسابي في تويتر (@amel612) او في قروب التليغرام “نمو وتطور الأطفال”.

كلمة أخيرة أو رسالة تود الدكتورة المميزة أمل تقديمها للمختصين في خدمة ذوي الإعاقة، وبكافة المجالات عمومًا؟
هناك مقومات لنجاح أي مبادرة يجب اكتشافها وتحقيقها، ومعرفة الصعوبات المحتملة امر جيد جدًا للعمل على تذليلها وتجاوزها، لكن هذه الصعوبات يجب ان لا تكون العائق او المانع من المحاولة.
مقومات النجاح في هذه المبادرة مثلًا كانت في الابداع والايجابية من المتطوعين، والرغبة الحقيقية في الاستفادة من قبل الأهالي، والحماس المعدي من ابطال المخيم، وأيضًا وجود الإدارة المحفزة الحاضنة.

جزيل الشكر والتقدير للدكتورة المبدعة والمعطاءة دائمًا “صديقة الأطفال”أمل العوامي على مبادراتها الكريمة والفعالة، وعلى هذا الحوار الممتع والمفيد.
وتبقى الرسالة الدائمة مهما تبدلت الأوضاع، وصعبت الظروف، وتزايدت المصاعب والأوجاع أنه لدينا الكثير لنقدمه، وأنه بإمكاننا احداث الكثير من التغيير الايجابي وجعل حياتنا وحياة من حولنا بحول الله أفضل،
ولا يتطلب منا الأمر سوى الارادة الحقيقية، والابداع في التفكير والابتكار، والجرأة والاقدام في التنفيذ، وأن نوجد الفرص بأنفسنا بدل اهدار الوقت في انتظارها.

>

شاهد أيضاً

عبدالله الدجران لـ” عسير ” : مزاد الجنوب للإبل بنسخته 3 مختلفاً عن النسخ السابقة

النقيع – تقرير – حنيف آل ثعيل : التقت صحيفة عسير الإلكترونية برجل الأعمال عبدالله …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com