( المعرفة أولاً )

 

IMG-20150119-WA0019

( المعرفة أولاً )

تتجلى عظمة الخالق جل في علاه في تنظيم حياة الخلق وأسلوب عيشه ، وترك سبحانه وتعالى لعباده أنماطاً من السلوك ليتجاذبوا فيما بينهم فمن اهتدى فلنفسه ومن ظل فعليها.
وعليه فقد بنى جيل قبلنا حضارتهم الفكرية والمكانية بشيء من الورع الذهني فلا تفقد فيهم تطرف في سلوك ولا في مذهب وسارت حياتهم هانئة ومطمئنة ، إلى أن وصلنا إلى مانحن عليه من شطحات فكرية في بعض أبناء مجتمعنا ومنها على سبيل المثال لا الحصر مايسمى بثقافة القبيلة والمكان ويرفعون العقال تمجيداً لها وترسيخاً لوحلها النتن.
ومن هنا ترعرعت تلك النبتة القاتلة ، ودب الجهل والجاهلون في حياتنا وعدنا للوراء سنين من الدهر ، وأصبح اليافع من أبنائنا إن لم يتبن تلك الثقافة وإلاّ نقص حظه من الوجاهة وكيل القصيد!!
وهيهات هيهات في فكر ثاقب ومتدفق قتل في مهده بسبب ثقافة: المكان والقبيلة!
لست يارفاقي ممن يندب إلى التجرد من الفطرة في حب المكان وأهله سواء قرية أوقبيلة لكني أحزن كثيراً على ممارسات حلت علينا وغيبت تدفق الإبداع في بعض أبنائنا حينما أشغلتهم مفارقات هذه الثقافة المخجلة وسيطرت على فكرهم ومنطقهم وحتى على علاقاتهم الاجتماعية.
هناك صورتين ناطقتين إحداهما لشاب لايزيد عمره عن العشرين عاماً تشبع بفكر المكان وإسقاطاته الواهية حيث يتبنى ويشيد ويمارس بهذا النوع من الثقافة ، وفي المقابل شاب في مثل عمره تحديداً ولكن انتمائه لفكره ابتداءًا ، فهو يتبنى الأفقية في الطرح والمنهجية في التعامل والسمو المعرفي في الأداء ، وشتان في الفرق بين فكر المكان وفكر الارتقاء بالمكان، وبين فكر التعبير عن الذات وفكر البناء لرقي الذات!
يارفاقي مايميز مرحلتنا الراهنة أنها تحترم الفكر وتسهم في الارتقاء به ، بل وتفاخر به بين الأمم ، وفي ظل هذا الموروث فمن الواجب علينا أن نوطد العلاقة بين المكان والفكر وأن نسخر الفكر لخدمة المكان والإنسان وصولاً إلى عالمية الرسالة التي نتعبد الله بها.
عبدالله آل قراش>

شاهد أيضاً

الكتب السماوية

بقلم / سميه محمد الكتب السماوية هي التي أنزلها الله من فوق سبع سموات على …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com