الكاتب _عبدالعزيز الزيدان:
أنعم الله سبحانه وتعالى على المملكة العربية السعودية بثروة معدنية قيمة الا وهي ثروة النفط ، والتي تعتبر من أكبر الدول في الشرق اﻷوسط سواء من ناحية اﻹنتاج او الخزن التي تمتلكه بكميات كبيرة ولهذا نجد ان المملكة تعتمد في إيراداتها بنسبة ما يقارب 90% على الدخل المالي من هذه الثروة .
ولكن شهد الاقتصاد السعودي خلال السنوات الماضية قفزة نوعية على مستوى الاقتصاد العربي والعالمي بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل أسعار النفط التي وصلت الى ما يقارب 120 دولار ، وكان لهذه اﻹرتفاعات التي حصلت في أسعار النفط اﻷثر اﻹيجابي على موازنة المملكة العربية السعودية والتي قامت من خلالها في تنمية البلد وإنشاء المشاريع الخدمية واﻹهتمام بالقطاع التعليمي والصحي ، ولعل هذه الثروة النفطية التي وهبها الله للمملكة والتي تعتبر المورد الرئيسي للدخل المالي للمملكة .
ولكن هي في النهاية تظل سلعة نفط قابلة للصعود والانخفاض والعرض الطلب وهو ما لم يكن على فكر البعض ، ربما بل ومن المؤكد ان اﻹرتفاع الذي حصل في أسعار النفط اغفلنا عن نقطة هامة وهي تنويع مصادر الدخل للدولة ، كل دولة تحرص بان يكون هناك عدة مصادر اخرى ، لأنه قد يأتي يوم من الايام ويتعرض سعر بيع النفط لأي انخفاض مفاجأ وبالتالي يجود هناك مصادرا اخرى وبهذا تكون الدولة قد قامت بالأخذ في الحسبان لهذا اﻹنخفاض من قبل .
موقف المملكة هنا كان إيجابيا وسلبيا فمن ناحية عملت على تطوير المشاريع الخدمية والتعلمية وغيرها الكثير والكثير وكذلك كونت مخصصات مالية جيدة ولكن ماذا عن الغد ؟ ومن ناحية اخرى فان اﻹهتمام بقوة تنويع مصادر الدخل أمرا هاما جداً للمملكة خاصة مع وجود العديد من المعادن مثل: الذهب والفوسفات وكذلك يوجد لدينا في المملكة قيمة مضافة لقيام الصناعات الاستراتيجية الكبيرة نظراً لتوفير مصادر الطاقة وطول السواحل على البحر وكبر المساحة للوطن مع موقعه الاستراتيجي بين الشرق والغرب ، لذا نقول يجب ان نلقي اﻹهتمام لهذه الصناعات التي قد تأتي فترة ونعود اليها .
أخيرا اقول اﻷخذ بمبدأ تنويع الدخل المالي لأي دولة أمرا في غاية الأهمية في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها اﻷسواق العالمية من حولنا خاصة مع وجود عرض كبير لهذه السلعة في مثل هذه الظروف غير الاعتيادية، ولكن يمكن للمملكة ان تقوم باستخدام الفوائض المالية الحالية في تحقيق الاهداف الاستراتيجية وبناء حياة افضل للأجيال القادمة والاهتمام بتأسيس الصناعات المختلفة وبذلك نكون قد نتحرر تدريجيا الى مصادرا متنوعة للدولة بدلا من ان يكون هناك مصدر واحد فقط !
>