أنتشرت في الاونه الأخيره العديد من الحسابات الوهمية في وسائل التواصل الاجتماعي والتي تهدف للتشفي وتصفية الحسابات وعدم التقدير للقيم والمبادئ والتي تحمل في مضمونها التشويه ونشر الأباطيل ومحاولات تفتيت وهدم الجهود التي تبذلها الجهات الخدمية او تمس الأفراد حتى وصلت الى التعدي على الآخرين في إطلاق الاتهامات والتعدي في نياتهم وأعراضهم وتشويه سمعتهم ويعد هذا النهج الأسلوب الأسهل للمفلسين أخلاقياً وفكرياً، فمثلهم يستصغرون عقولهم ويشعرون بالعجز عن مجاراة الآخرين في نجاحاتهم وامتيازاتهم بل حتى من يختلفون معهم بالرأي والفكر لا يسلمون من دسائس المكر والغدر لهذا أكثر ما يشغلهم هو كيفية النيل من سمعتهم وتشويه صورتهم أملاً في الحد من طموحهم وتثبيط عزائمهم من خلال عبارات القذف والتي تعد جريمة وفساد في التفكير والسلوك ولعل هذا الداء أو العرض نتيجة لمرض نفسي أواجتماعي أو حضاري بل ربما كان نتيجة لما يعانيه من قهر ومرض متفشي نتيجة الوسواس القهري لنجاح الآخرين واتخاذ الاسم المستعار وسيلة لابراز مواهبهم في محاولة تحطيم غيرهم وتقليل قدرهم ومكانتهم بل والطعن في سمعتهم بشكل خفي عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي سهّلت مهمتهم ولا نستغرب ان تكون هذه الحملات ممنهجة يقودها قلة من الأفراد غابت ضمائرهم في السعي الى قدح وقذف وتشويه مسيرة إنجازات الآخرين و يمكن أن نعدهم نموذجا حقيقيا لأعداء النجاح ولطالما تمت التضحية بناجح بسبب شامت وجد أذنا تصغي له فأعداء النجاح حيلهم ضعيفة وتوجهاتهم مكشوفة فإن برز موظف في وظيفة قالوا “الواسطة”، وإن سطع نجم إعلامي قالوا ب”الصدفة”، وأن كُرِّم مُجتهد قالوا ب”الحظ”، وهكذا هم يعيشون بصراعات الغيرة وألم المنافسة غير الشريفة فلاهم نجحوا مع الناجحين ولا هم الذين سلموا من الآلام النفسية . ولعل المادة السادسة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية كافية لردع كل من تسول له نفسه في الاعتداء على حرمة الآخرين والتعدي عليهم والمساس بالقيم الدينية والآداب العامة والتي تتراوح عقوبتها الى السجن لمدة لا تزيد عن خمس سنوات وبغرامة لاتزيد عن ثلاثة ملايين ريال وهنا يكمن دورنا جميعا في الابلاغ عن خفافيش الظلام اصحاب الأسماء المستعارة لردع كل من تسول له نفسه في الاساءة عبر القذف العلني في اي وسيلة اتصال كانت كما يحق للمؤسسات الحكومية المتضررة من هذه الأسماء المستعارة الرفع للجهات ذات العلاقة والابلاغ عنهم ومقاضاتهم وفق الأنظمة والاحكام الصادرة بهذا الشأن . ختاما الإنسان الناجح في حياته لا يكترث لهذه الأمور وبما يقال عنه بل يمشي قدماً في سبيل تحقيق أهدافه والتخطيط لمستقبله أن المتميز يملك بداخله جهازا فعّالا لقراءة النقد الايجابي و”فلترة” ما يقال عنه، للإفادة مما هو مفيد، والتخلص من “الفيروسات” المعطلة لانتاجه ونجاحه فهو يعرف كيف يتعامل معهم، كما أنه يبتكر من الأساليب ما هو مناسب للموقف المناسب و أن السمعة لم تبن بلحظة لتهدم بسهولة .
محمد بن ربيعان ال مشوط
>