إن لكل مجتمع أعيانه وقدواته ولكل مجتمع عاداته وثقافاته ولكل مجتمع محاسنه وسوءاته ولكن لماذا يُنتقد فقط هاماتنا ؟! لماذا يُنظر لأخطائهم كجريمة ؟! من يقف خلف ذلك ؟! من المستفيد من كل ذلك؟! كل هذه الأسئلة تراودني كلما رأيت هجوماً يشن بشكل خاص ومكثف بل وممنهج على كل من ينتسب ويحسب على هذا الدين إن المصيبة ليست في من يُنشئ هذا الهجوم بل في من يدعمه من أبنائنا دون معرفة الأسباب والأهداف أو حتى البحث عنها. إن هذه الفئة أستطيع أن أنعتها ب(شقرا) وهي تلك البقرة أجلكم الله التي تسابق الخيل كلما أخرجوها لترعى حتى أصبحت مثلاً عند العرب ( مع الخيل ياشقرا) إن أمثال (شقرا)كثيرون في مجتمعنا فما أن يجدوا موضوعاً حتى يهبون بالمشاركة والإسراع بالمبادرة دون توخي الحذر في عواقب مايقومون به . لقد رأينا بالأمس انتقادات جمّه على سماحة المفتي حفظه الله لتحريمه لعبة(الشطرنج) حتى وصل بهم الأمر إلى التشكيك في معرفته وإلمامه بالأمور. تتوارى الصفعات واحدة تلو الأخرى ونستيقظ في صباح اليوم الذي يليه لنتلقى هجوماً على فضيلة الشيخ علي المالكي والذي كان يتحدث في موضوع الزواج وأضرار غلاء المهور وتعسير سبل الزواج وما يترتب على ذلك من مفاسد في المجتمع وظل الحديث في ذلك قرابة الثلاث ساعات لم يمل فيها المشاهد لجمال ومصداقية ماقيل فقد لامس الموضوع مشكلة تعاني منها مجتمعاتنا بشكل كبير… وفجأة يضج العالم بمقطع مدته ٣٠ ثانيه مقتطع من أصل ٣ ساعات يُنتقد فيها الشيخ على عبارةٍ قالها بعيداً عن المسائل الدينية والفتاوى الشرعية والأصول الفقهية وأكاد أجزم بأنها عفوية لأنها نابعة من أغوار اللاشعور والتي أستطيع أن أنسبها كشاب من الريف الجنوبي إلى ثقافتنا التي تحكمها أعراف وتقاليد كغيرنا من بلدان العالم والتي يجب إحترامها وتفهمها كما لو أنها ثقافة في بلد غربي أو شرقي أو أياً كان ذلك البلد . إن معنى كلمة (عارك) في ريفنا المتواضع التي ضج العالم متقداً ومنتقداً إياها هو (عرضك) أو (شرفك) وليس كما يظن البعض أنها العيب والخزي الذي كان متعارف به عند الجاهلية ، لست أقف هنا كمحامي أو مبرر لأخطاء الأخرين فكل إنسان يمثل نفسه ويستطيع الدفاع عنها ، ولكن ما نراه اليوم من مؤامرات تحاك ضد بلدنا قيادة وعلماء وشعب يوجب علينا أن نتحدث فالأمر جلل ولا يؤخذ بقشوره بل يُنبّش عن جذوره حتى تظهر الحقيقة وينكشف الظلام ويُفضح أعداء الأمة والإسلام ، إن الهدف مما يصنعه هؤلاء هو التشكيك في علمائنا والطعن في عقيدتهم وجعل إنتقادهم أمر بسيط لدينا يعتاد عليه الصغير والكبير ومن هنا أرادوا أن تؤكل الكتف . فإذا أردت أن تستعمر أمة فجند من أبنائها من يمهد لك الطريق بالطعن في قدواتها وإستسهال الأمر حتى يصل بك الحال إلى ثوابتها وقياداتها …إنما النارُ من مستصغر الشررِ ألا هل بلغت اللهم اشهد.
مشعل الهملان
>