فساد بيع الكلام

IMG_٢٠١٥٠١٢٦_٢٢٥١٤٧

 

توقف التفاؤل بهيئة مكافحة الفساد عند بوابة “نزاهة”، لذا نتجه إلى بوابة أخرى لا علاقة لها بالمال وعقود الباطن ولصوص الأراضي، نتجه إلى بوابة “بيع الكلام” وهذه قد تكون تحت سيطرة “نزاهة” وفي حدود الممكن. فساد الكلام المباح في دورات التدريب وصل ذروة التهريج ووصلت الأسعار إلى الحلقوم، دورات تدريب القفز على الحبلين، دورات السعادة معلبة وجاهزة للتعاطي فور دفع المعلوم، دورات تطوير الذات تغير طول اللسان وعرضه، مدرب “معتمد” أصبح يفاخر بها أكاديميون على حساب درجاتهم العلمية!! أما المستشارون الأسريون فـ”عِدّ واغلط”، أخشى أن يكون عند كل أسرة مستشار أسري قريب يعلمهم كيف يوزعون الفائض من علب السعادة! فساد “بيع الكلام” تشارك في مزاده للأسف جهات رسمية باعتماد هذه الدورات، واعتبارها وثائق مرور نحو رصيف العاطلين، ومن المؤسف مشاركة غرف تجارية ومعاهد وجهات عديدة في الحملات الدعائية وحملات التسويق التغريرية، وفي الأخير شهادة معتمدة في “بيع الكلام” الذي لا يغني ولا يسمن من جوع. أما أسوأ سوق لـ”بيع الكلام” فتجده في بعض الجامعات السعودية التي تقدم مخرجاتها عبر التدريب الميداني الشكلي يبدأ بتوزيع الطلاب والطالبات على المدارس والمستشفيات وينتهي بشهادة حضور شكلية، ودرجات يشرهون بها الطلاب والطالبات من مشرف أو مشرفة لم يتابعا الوضع ولم يعلما ماذا حصل عليه المتدربون من جرعات تدريب تهيئهم لسوق العمل. هياط الاستشارات الحكومية من “بيع الكلام” كلف أكثر من مليار ريال، ودورات بيع الكلام كلفت حوالي مليار ريال، هذه الشراكة المجتمعية هي التي تقدم لنا منتج “بيع الكلام” بأسعار باهظة وفائدة معدومة، هذا هو الوجه الحقيقي للعملة التي نتداولها بطوعنا واختيارنا… يقرأ علينا المطوع، والطب وين نلقاه.

 الدكتور/صالح الحمادي

>

شاهد أيضاً

الكتاب بين الورقي والتكنولوجيا

بقلم / أحلام الشهراني سيدي سيدتي في ظل هذا التطور التقني والانفتاح الثقافي الذي نعيشه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com