فايع آل مشيرة عسيري
يُعرّف الأديب والمثقف الأستاذ إبراهيم طالع المنهج الخفي قائلا: هو ذات المنهج السرّي المسيّس من مجهول عملية جهل مركَّب.. إعاقة في مستوى الوعي والإدراك.. وحين نقف على مسافة واحدة من ذاك المنهج الخفي، ومنهجية الخفاء والتستر، وتعريف الأستاذ إبراهيم نجد أنه قد وفق في تشخيص تلك الحالة بشكل يجسد تلك المعارضة الفكرية لكل جديد يسمو بنا نحو أفق أبعد، وفق فتوى الحرام التي حملوها ما لا تطيق حراكا..؟! حتى إن التشريع الخفي استحمر ذاك العرف وبات ركوبا يمتطيه وفق منهجية التلبس والخفاء والسير في ظلام الكهوف، والذي لا يريد النظر إلا لصورته المستنسخة على جدران ذاك الكهف المعزول عن كل العالم كي يمارس طقوس عزلته المريضة المقيتة والتي تعمل بمبدأ العدائية، والحكم بالمظهر، وتصل بمنهجهـا للحكم في نيات المختلف معهم.. تلك العدائية التي تحرم وتكفر كل من يأتي بجديد يمنح الإنسانية بعدا إدراكيا وتطورا فكريا.. ذلك المنهج الذي أطلق مسماه على كل جديد حرم المذياع والتلفاز وتعليم البنات، ذاك المنهج لا يرى النشيد الوطني رمزية للشعوب جسديا وروحيا.. تلك التي كان وما زال يردد أولئك المخفيون في كثير من مدارسنا بأن الوطنية فكرة شيطانية، وعمل طاغوتي.. تلك الأفكار الخفية التي حرمت الدش وجوالات الكاميرا، تلك الأفكار الخفية التي ركزت على المرأة فحرمت على المرأة كل شيء بشكل إقصائي للمرأة وهي الأم، والزوجة والأخت والبنت والجدة.. تلك الأفكار الخفية التي لحقت بالمبتعثين خارجيا على سبيل الوعظ تلك المنهجية التي أطلق عليهم سمو الأمير خالد الفيصل «المنهج الخفي» والذين حاولوا اختطاف التعليم في حقبة معينة نحو أفكار مسمومة مغلوطة لا يقبلها منطق ولا دين.
ومضة:
النشيد الوطني هل يحل في مناسباتنا الكبرى ويحرم على أطفالنا في مدارسهم..؟! وهل جوالات الكاميرا حرام وكيف نراهم يتسابقون عليها مقاطع وصورا..!
>