لا تستطيع إجبار قلمك بالركض على ميدان الأوراق إن لم تتراقص العبارات في ذهنك أولا ويختمر المعنى منتظرا كسوته بحلة ألفاظ أنيقة أو ساخرة أو ساحرة ولكنك لن تكسو الفراغ فلابد من جسد أولا. تتملق القارئ مستدرا إعجابه أو تعاطفه .. وقد تسحق مسؤولا وقلمك يرتجف بعبارات ظاهرها الشجاعة والإقدام. وقد تستجدي كثرة القراء بالكتابة عن شوارعهم والرصف والعبارات-بتشديد الباء- وتقصف بوابل من العبارات مسؤولا نكرة فالتعريف بدائرته وقسمه ومركزه بالتحديد لعبة مشي على رؤوس الأفاعي لا يجيدها كل لاعب سيرك. تغازلك الفكرة فتنجذب لها تارة وتتأخر في الانجذاب تارات لتجدها قد ارتمت في أحضان عاشق تتهمه انت بالنفاق ويتهمك هو بالبلادة وبينكما غنج ودلال تلك الساحرة . لعب كرة القدم ملايين وأشباه ميسي قليل وقرض الشعر كثير وأشباه المتنبي قليل وتفلسف الكثيرون لكن المعلم الأول أرسطو نسيج وحده! فلاتظن عزيزي القاريء أن كل من أجرى قلمه على الصفحات ونشرها هو كاتب فربما ما يكتبه أقل قيمة من دقائق تقتطعها من وقتك الثمين-والغير ثمين غالبا، فلم أجاملك- لتقرأ هرطقاته. وتبقى الكلمات كتلة زيت وماء في قالب رأسك حتى تتمكن من نسج لوحة فنية آسرة أو شخابيط مؤذية للعين وبين هذه وتلك عليك أن تنزف من عاطفتك وأعصابك ما يستحق القراءة.
حسن الزيادي. @penprince
>