لشهر رمضان طعمٌ آخر لدى الإنسان المسلم بـ أداء العبادة والنسك والقيام والتقرب إلى المولى عز شأنه ، وللعيد فرحة مكملة ، وميزةٌ مغايرة بإتمام شهر رمضان المبارك ، وتأدية العبادة بالشكل المطلوب ؛ وتسجيل الفرحة ، والاجتماع مع الأهل ، والجيران ، والأصحاب ، والأقارب .
أختلف الزمان ، و تغيرت البعض من الأنفس البشرية مما كانت عليه في قديمها ، و أصبح البعض منها وكأن يوم العيد وفرحته يومًا عاديًا لا يحمل معنى الفرحة الحقيقية بيوم العيد .
في زمن الطيبين كان الوالد يصطحب أبناءه لشراء الملبس الجديد مهديهم مجموعة من أكياس المفرقعات ليعبرون بفرحتهم بها ، ويرسمون على شفاه والديهم الفرحة والسرور ، وسط فرحة عامرة بقدوم العيد ، ومع بزوق شمس يوم العيد يصطحب الوالد آبناءه للصلاة بالمشهد ، ومعايدة الأحبة والجيران ، ومع عودتهم للمنزل يقفون الأطفال صفًا واحدًا لأخد عيديتهم من يد والديهما أو الشيخين الكبار لتكتمل الفرحة والمتعة على وجوه الأسرة جميعُها ، وتكمن بزيارتهم للأقارب والأصحاب .
وفي عهدنا الحالي المُسيء مع شيوع الفتن ، وتقلُب الأحوال تفرق البعض من الناس عن بعضهم البعض إما إن كان بالسفر أو بالنوم أو بغير ذلك في يوم العيد وأصبح نهارهم ليلا وليلهم نهارا ، وتبدل العيد القديم بالعيد الحديث ، ولم يعد أحد يزُر الآخر ، الجار لا يرُد سُنة العيد على جاره ، ولا القريب على أقاربه مع إنعدام تلك العادات الجميلة في زمن الطيبين .
فكل عامٍ وأنتم بخير يا زمن الوالدين والأجداد الطيبين .
مخرج :
زمانٌ رحل وأرتحل بجمال روحه ، والعوض على زمننٍ لم يعد الأخ يزُر حتى أخيه .
الكاتب : سـعـيـد الـعـلـكـمـي
>