قصيدة ” تنومة ” للشاعر محمد بن عامر المحَبّي

image

صحيفة عسير : فايع عسيري

قصيدة ” تنومة ”

للشاعـر محمد بن عـامر المحبَّي

تُنُومةَ إنّ النَّظْمُ فِيكِ مُبَجَّلِ

تُنُومةَ تَجْلِيلٌ لَكِ وَتَرَنّمِ

تُنُومةَ مِن أرضِ السّرَاةِ تَبوّأتْ

مكاناً كَنَجمِ التَّنِ بَينَ الأنجُمِ

تَطِلُ على الغيناءِ مِن غَربِيُّها

وَترْجِسْ إلى شَرقِيّها يَتَبَسّمِ

بِها جَبَلِ الطودِ المنيعُ لأسمهِ

فهل مِثلُ منعا في الأراضِينِ مَعْلَمِ

تُنُومةَ أرىَ الأعلامُ منكِ توَاتَرتْ

على مدىَ التاريخِ دوماً تَقْدُمِ

تُنُومةَ سؤالي إليكِ يبقى مُبهَمَاً

حتى يُلاقي مَنْ يُحِلُّ المُبهَمِ

تُنُومَةَ أ ديقيانوس قد حَلَّ أرضكِ

إن صَحْ قُولُ القائلينَ الُمُزعَمِ

تُنُومَةَ لِحارثُ بن ربيعةِ موطنٌ

وكلٌ بحارثَ بن رَبيعةِ يَعْلَمِ

إذاً أنتِ أمُّ الشنفرى يا تُنُومَةَ

وَلَهْ بأرضِ ترجٍ خيرُ مشرب ومطعمِ

تُنُومَةَ للفرسانِ أصلاً ومَنْبِعاً

ثراها مَعَ الصخرِ بالأبطالِ مُفعَمِ

تُنُومَةَ تغنَّى فيكِ بالشعرِ حاجزاً 

وهو بأرض بابل لكِ بالحُبِ مُغرَمِ

تغنَّى بكِ الحجري وجدعانَ مِثلَهُ

تغنَّى بكِ من ليس للشعر يعْلَمِ

تُنُومَةَ للآثارِ حُزتي أجَلُّها

معالِمكِ طَبعٌ كأنها تُصَمَمِ

هِضابِ شفاء المحفار تَجْذِبُ ناظراً

وفي تل لربوعة يَطِيِبُ مُخَيَّمِ

وفي جبل النافر يُرى كُلَّ عَجَبٍ

والكهف في عُكرانِ والمشهد أعظمِ

ذات الثانايا إلى مَطَلٌ بمومةً

إلى السدرةِ وكهافِ عودٍ وأظلمِ

ورعلة إلى جنبٍ ولنبشِ جانباً

وَسَدّ المردى لا يُطاقُ بِسلَّمِ

كهوفٌ وأدغالٌ عليَّا تَعَدَدَتْ

وجبهة غلامةَ مع الزمن لا تُثَلَّمِ

لستُ مُحِباً للجنون وسُكنِها

لكن تُنُومَةَ في السَّبَاتِ بها أحلمِ

حيفَتُها دهناءُها عوصانها

ولا زال وادي المطَّعن لم يهرَمِ

تنومة إذا الحراء والأشجان حولكِ

لهم في صدى التاريخِ قولاً مُعَمَمِ

علي أبن الحُصَينِ والحُصَينُ أبن عمهِ

بني عامر أبن الحجر إرثٍ ومَقْسَمِ

وللجهوةِ إشراقةً في تُرَاثُنا

بِدار النماصِ أنقاضها لا تُهَدَّمِ

لِجابر أبا الضحاكِ فيها إمارةً

من أرضِ الأواسِ إلى الغلالِ تُنَظّمِ

بلاد الحجر من عبل إلى كر قبلةً

بِكُلِ رجالِ الحجرِ أنعمُ وأكرمِ

تُنُومَةَ بن دهمانِ من أبنائكِ

وحِمَاكِ عِندَهْ كان أمراً مُعَظَّمِ

أختطَّ بك من دارِ عرعرةَ قلعةً

عِدوانهُ قبل أن تَصِلها تُهْزمِ

قاد الجيوشُ إلى يمنها وشامها

والنارُ من يمنة ويسرةَ تُضرَمِ

وأنجبتِ ناصر يا تُنُومَةَ نجلَهُ

يحتاجُ ناصر في البطولةِ مُعجَمِ

يومُ الأتانين لِناصرِ موقِفٌ

بالرمحِ والسيف الصقيلُ الصَّيرمِ

وانتصرَ يوم الأتانين ع العداء

يُغِيرُ على الأتراكِ مِثلُ الهيثمِ

ثم أجمع الغزو لهُ من بعدها

بمكيدةٍ وهو بها لا يَعْلمِ

أتت الحشودُ من أجل ناصر وغيرهِ

فقابل الحشدَ ولم يستسلمِ

من أجلِ تُنُومَةَ كان أسيراً مُتيّماً 

بِحُبِّ تنومة هو الهصور المُقدمِ 

ويحيى أبن ناشع من تنومة أصلهِ 

وفي زمنهِ للعلمِ فاز بِعَلْكَمِ 

تُنُومَةَ كم من عاشقٌ لكِ في الورى

حتى أوربا باسمكِ تَتُتَمتمِ

مياهِ تُنُومَةَ عذبةً في شُربها

عيونِ تُنُومَةَ كأنها ماءَ زمزمِ

تُنُومَةَ فلا ضرّكِ أمرِ تطيّرٌ

ولم يَرزِكِ مُتَهّكّمٌ مُتشاءمِ 

تُنُومَةَ على الأفاق أنتِ فرقداً

فَمَنْ للثُّريَّا مِن الثراءِ سَيَنْقُمِ

ختاماً تُنُومَةَ بالصلاةِ على النّبي

وَكُلٌ على الهادي مُصَلٍ مُسَلّمِ>

شاهد أيضاً

اللواء خالد شائع يتحدث في ثلوثية الحميد عن أبها الأنسان والمكان

صحيفة عسير _ يحيى مشافي استضافت ثلوثية الأديب محمد بن عبد الله الحميد – رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com