قرى تمنية تعيد إحياء تراثها العريق

DSC_2806
صحيفة عسير – أماني عبدالله :

تعتبر قرى تمنية التابعة لمنطقة عسير التي تبعد  عن مدينة أبها  حوالي 43  كلم ، من أبرز الوجهات السياحية التي يقصدها المصطافين .

ويأتي في مقدمة معالم تمنية المباني التراثية التي تتنوع ما بين الحصون المحافظة على شموخها رغم مرور مئات السنين على بنائها وكان يستخدمها الأجداد في حماية قراهم ومنازلهم ومزارعهم ، وتحيط الحصون بالمنازل التراثية العديدة ، والمزارع وآبار المياه ، إذ أن الزراعة هي المهنة الأولى التي كان يمتهنها الأجداد ، ويليها الرعي ، وذلك لوفرة المياه ، والغطاء النباتي المتنوع الذي يغطي تلك القرى.

 

إعادة إحياء 

أدرك أهالي قرى تمنية أهمية منازلهم التراثية جيداً ، فهي بالنسبة لهم ليست مجرد تراث ، بل هي تحكي تاريخاً عريقاً تمتد جذوره لمئات السنين ، مما حدى بهم إلى القيام بترميمها وإعادة إحيائها  .

 الحوية .. ساحة استقبال الضيوف 

وفي مركز القرية ؛ تقع ساحة كبيرة يسميها أهل المكان بالـ” الحوية ” ، ويستخدمونها لاستقبال ضيوف القرية والترحيب بهم  ، ولا يزال أهالي القرية يحيون هذه العادة في المناسبات الكبرى . 

حجرة الجماعة .. إقامة الضيوف ومكان الصلح

 وعلى علو من الساحة ، تقع ” حجرة الجماعة ” وهي المجلس الذي يقيم فيه الضيوف ، ويحل فيه  كبار القرية مشاكل أبنائها ، ويصلحون فيها ذات البين ، ويناقشون كل ما يخض شؤون قريتهم ، عبر اجتماع شهري ، لا زالوا يقيمونها حتى الآن ، كما يهدف المجلس إلى الحد من هجرة أفراد القرية إلى المدينة ، وفي الطابق السفلي من تلك الحجرة تقع : المدافن ” وهي أشبه بالخزن الاستراتيجي للقرية ، والمدفن هو حفرة عمقها يصل إلى 3 أو 4 أمتار ، وتخزن فيه المحاصيل الزراعية ، حيث يخرج كل بيت من المقتدرين في القرية نصف مد من محصول مزرعته ويسلمه لأمين القرية ، ويدفن في تلك المدافن الني تمتاز بدرجة حرارة تلائم ما يناسب حفظ الحبوب ، وتخرج تلك الحبوب إذا جاء وفود أو ضيوف للقرية ، وفي أوقات الحاجة أو الحروب القبيلة القديمة التي تُحاصر فيها القرية .

إرساء الملك عبدالعزيز للأمن ونشره العلم

ويحكي العم  علي الشهراني تفاصيل الحياة القديمة للناس في القرية ، حيث صممت مبانيها بطراز معماري فريد ، ويتوسط المباني ممر موحد ولكل منزل في القرية مدخل خاص بهم ، ويوصلهم الممر إلى البئر التي كانت تعتبر مصدر المياه للسكان .

وتحتوي تلك القرية الوادعة بطبيعتها وخضار مزارعها ، على مدرسة يعود تاريخها إلى عام 1368 هـ تقريباً ، ويقول العم علي الشهراني إن الملك عبدالعزيز – رحمه الله –  جاء ليوحد الوطن ، ويبث الأمن والرخاء بعد الله ، حيث أرسل معلماً سودانياً وكان يدعى الشيخ يوسف وجمع الله أهل القرية على يديه ونصحهم بفتح مدرسة ، وهم ما تم ،  حيث انشأت مدرسة تمنية ، وتلقى الكثير من أهل القرية تعليمهم فيها .

وفي جوار المدرسة ؛ يقع جامع القرية القديم والذي يشير كبار القرية إلى أنه بني في عصر قديم جداً ، ويحتوي بئراً لها ميزة خاصة لا تزال تحافظ عليها حتى اليوم حسب ما يرويه السكان ، وهي أن مائها باردة في الصيف ودافئة في الشتاء ، كما تنفرد بعذوبة طبيعية ، إثر نقاوة منابع البئر .

متحف تمنية .. توثيق لتاريخ القرية

وفي جانب تلك القرى ؛ وثق المواطن عبدالهادي بن أحمد آل مهدي تاريخ قريته في متحف تمنية للتراث وهو من المتاحف الخاصة  المعتمدة في هيئة السياحة والتراث الوطني ، ويزخر بمحتويات جعلته متميزاً عن غيره من المتاحف في المنطقة ، كالدكان القديم  والألعاب  الشعبية القديمة والخناجر وإيصال حج في عهد الملك عبدالله والعملات الورقية القديمة في عهد الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد – رحمهم الله –، والآلات الموسيقية العتيقة ، إضافة إلى المخطوطات من المصاحف المخطوطة والمطبوعة والتوراة ، وحلي النساء ، والأدوات الدراسية القديمة وأبرزها وفي الطابق الثاني منه ، يتيح تصميم المتحف للزائر أن يعايش ما كان يعيشه السابقون من الأجداد ، حيث يحاكي تصميه الطراز المعماري القديم بمنطقة عسير .
DSC_2804
DSC_2820
DSC_2802>

شاهد أيضاً

محافظ بيشة يُدشن الحافلة الذكية المتنقلة لـ stc

صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل :  دشّن سعادة محافظ بيشة عبدالرحمن بن عبدالله آل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com